أكد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط أن زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية «اتسمت بأجواءٍ من الود والصراحة كالعادة، وشكلت مناسبة للتشاور والتباحث في التطورات الاقليمية والعربية والوضع اللبناني»، لافتاً الى أنه لمس «من قيادة المملكة كل الحرص على الوحدة الوطنية في لبنان والاستقرار والسلم الأهلي، وإصرارها على الوقوف إلى جانب اللبنانيين وهي على مسافة واحدة منهم جميعاً». وأوضح أن «اللبنانيين لن ينسوا دعم المملكة للبنان في سنوات الحرب الأهلية الصعبة ودورها في إتفاق الطائف وإعادة الإعمار ودعم العملة الوطنية بالاضافة إلى دورها في المساعدة على تخطي آثار عدوان تموز 2006». وأعلن جنبلاط في موقفه الاسبوعي لجريدة «الأنباء» الالكترونية، أن «الحزب التقدمي لن ينجر للدخول في سجالات عقيمة مع بعض من فريق 8 آذار الذي يبني مواقفه على التآمر والشك والتخوين، وبعث بعددٍ من الرسائل الصاروخية الاعلاميّة في الصحف التي بسبب إستخفافنا بها لن نتوقف عندها أو نعلق على مضمونها لأنها صادرة عن عقلٍ مريض غالباً ما تتحكم بمواقفه وسياساته نظرية المؤامرة ويندفع إلى مهاترات لا طائل منها في وقتٍ يتطلب الوضع في لبنان أكبر قدر ممكن من العقلانية والتروي والهدوء، وهذا ما نحن بصدده بشكل مستمر». وقال: «نجدد موقفنا المرتكز إلى تأليف حكومة جديدة، سماها الرئيس المكلف حكومة مصلحة وطنية، وسميناها نحن حكومة وحدة وطنية. ونضم جهودنا إلى جهود رئيس الجمهورية ميشال سليمان، والرئيس المكلف تمام سلام»، مشيراً الى أن سلام «قدّم مجموعة ضمانات أبرزها تأكيد إقرار القضايا الأساسية بالتوافق والاستقالة في حال خروج أي من فريقي المعادلة لأسباب ميثاقية أو وطنية، وربما تكون الصيغة الأفضل لتحقيق ذلك هي 8 - 8 - 8 لأنها توفق بين حسن التمثيل والعدالة في المشاركة من دون الوقوع في لعبة التعطيل والتورم في الأوزان السياسية». وأعلن أن «الاشتراكي» يرفض «الأجواء التصعيديّة ويدعو إلى الصبر والتروي ولا يزال عند قناعاته في الملف الحكومي». وتمنى جنبلاط على صعيد آخر «لو تضمن خطاب أحد القادة حول السلاح تأييداً للخطة الدفاعية التي قدمها رئيس الجمهورية والتي حددت بدقة موجبات استعمال السلاح ووجهته المفترض أن تكون في خدمة المصلحة الوطنية اللبنانية حصرياً، إضافة إلى إعلان بعبدا الذي تم التوصل إليه بإجماع كل الفرقاء»، معتبراً أن «ذلك الطريق الأقصر لتلافي تحويل لبنان مجدداً لساحة لتصفية الحسابات الاقليمية، أو لحروب الآخرين على أرضه كما قال المرحوم غسان تويني». وأضاف: «أما ما قيل عن تحوّل بعض الأنظمة من سياسة الممانعة إلى سياسة المواجهة فسياسة المقاومة فإنها أشبه بأن تكون سخرية ما بعدها سخرية. فالنظام السوري مارس الممانعة فالمواجهة ثم المقاومة ضد شعبه مسقطاً مئات الآلاف من القتلى ومدمراً المدن والقرى والأحياء والتراث ومشرداً الملايين منه داخل سورية وخارجها لمجرد أن طالب هذا الشعب بحقوقه المشروعة في الحرية والكرامة»، مؤكداً أن «إزدراء المطالب الشعبيّة لا يعطي النظام الشرعية لمقاتلة إسرائيل التي تغاضى عن إنتهاكاتها، لا بل حمى حدودها، عقوداً من دون أن يحرك ساكناً». ورأى أن «مواقف سياسية أوروبيّة تبدو مستغربة لناحية الموافقة الضمنيّة على قيام إسرائيل ببناء هيكل ثالث في القدس مع ما يستتبعه ذلك من خطر على المسجد الأقصى، تحت شعار إتاحة المجال أمام ممارسة الحريات الدينيّة بذرائع مختلفة من شأنه تشويه الهوية التاريخية للمدينة». وأبرق جنبلاط إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان معزياً بضحايا تفجيرات الريحانية، معتبراً أن «هذه الهجمات الارهابية ترمي للتعرض لدور تركيا ومساعيها المتواصلة للحد من التوتر في المنطقة في ضوء تطورات الشرق الاوسط»، متطلعاً الى ان «تحافظ تركيا على استقرارها وسلامة اراضيها في هذه الاوقات الصعبة».