افتتحت اليوم الاثنين في باريس محاكمة ايليتش راميريس سانشيس المعروف باسم كارلوس "الثوري المحترف" ورمز الارهاب في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، في غياب محاميه في دعوى استئناف لحكم صدر عليه في قضية اربعة اعتداءات وقعت قبل ثلاثين عاما. وقال كارلوس (63 عاما) بالفرنسية في بداية الجلسة بعيد الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش في محكمة الجنايات الاستئنافية الخاصة في باريس ساخرا "منعت محامي من ان يحضروا للدفاع عني". واتهم الفنزويلي حكومته بانها"خربت" دفاعه برفضها تحمل نفقات دفاعه الذي يشارك فيه ايضا عدة محامين اجانب. وطلب من المحكمة تعيين محامين. وبالتالي سيتولى الدفاع عنه محاميان شابان متخصصان في القانون الجنائي مع استئناف الجلسة في الساعة 12,00 تغ. وقال مازحا "شقراء ام سمراء؟" مثيرا غضب رئيس المحكمة الذي وجه له انذارا ونصحه بتجنب "الاستفزازات". وكان يفترض ان تتولى المحامية ايزابيل كوتان بير، رفيقة كارلوس الدفاع عنه كما تفعل منذ سنوات الى جانب المحامي فرنسيس فويومان، لكنهما لم يحضرا الى المحكمة. واعلنت كوتان بير الاحد انها في كراكاس تحاول اقناع السلطات الفنزويلية بالوفاء "بوعودها" ازاء المتهم. وقد اعلن الرئيس هوغو تشافيز نهاية 2011 ان ايليتش راميريس سانتشيس "وريث مستحق لاكبر نضالات" الشعوب. وبعد انتخاب نيكولاس مادورو رئيسا في نيسان/ابريل دان المحامي فويومان في تصريح لفرانس برس "خوف (...) مجموعة من كبار الموظفين" الفنزويليين من عودة كارلوس يوما ما الى بلاده. واكد كارلوس انه "لا ينوي البتة عرقلة المحاكمة" التي يفترض ان تستمر حتى 26 حزيران/يونيو، ولم يبد كارلوس الذي كان مرحا وانيقا وهو يرتدي بدلة وربطة عنق، قلقا، واضاف ان المحاميين المعينين "لن يطلعا على الملف لكنني انا اعرفه". واضاف "سيضعف ذلك الدفاع لكننا سندبر امرنا". لكن بامكان المحاميان الجديدان اللذان عينا على عجل ان يرفضا هذه المهمة الامر الذي سيؤدي الى ارجاء الجلسة. وسيتعين عليهما فعلا الاطلاع خلال وقت قصير جدا على اجراءات تشمل عشرات المجلدات وتعود الى ثلاثين سنة خلت. ويحاكم كارلوس في محكمة الاستئناف على اربعة اعتداءات ارتكبت في فرنسا بين 1982 و1983 واسفرت عن سقوط 11 قتيلا و150 جريحا. ولم يغادر الفنزويلي كارلوس الذي طالما كانت تبحث عنه شرطة عدة بلدان، السجون الفرنسية منذ اعتقاله في السودان في اب/اغسطس 1994. وقد ادين في 1997 في محاكمة اولى بقتل ثلاثة رجال بينهم شرطيان في باريس في 1975، ثم حكم عليه بالسجن مدى الحياة نهائيا. وفي كانون الاول/ديسمبر 2011 حكم عليه القضاء الفرنسي مجددا بالسجن المؤبد مع تاكيد السجن 18 سنة، وهو اقصى حكم، لارتكاب اربعة اعتداءات في فرنسا بين 1982 و1983 اسفرت عن سقوط 11 قتيلا و150 جريحا. واستأنف كارلوس هذا الحكم ورفض خلال المحاكمة الاولى في جلسات دامت ستة اسابيع الاعتراف باي تورط في تلك الاعتداءات متبنيا موقف "الثوري المهني" الذي يزعم ان "معركته" اوقعت ما بين "1500 الى 2000 قتيلا". وتقول النيابة ان حملة اعتداءات 1982 و1983 التي اتهم كارلوس بالتواطؤ فيها، كانت تهدف الى الافراج عن رفيقته الالمانية مغدالينا كوب والسويسري برونو بريغيه وهما عضوان في مجموعته. واعتقل الاثنان كوب وبريغيه في باريس في شباط/فبراير 1982 وبحوزتهما اسلحة ومتفجرات وبعد ايام قليلة وصلت رسالة الى وزارة الداخلية طالبت بالافراج عنهما "بعد مهلة ثلاثين يوما" ورافقها "تهديد باشهار حرب" في فرنسا وعثر على بصمات كارلوس على الوثيقة. وبعد شهر اي في 29 اذار/مارس 1982 انفجرت قنبلة في قطار باريس-تولوز مخلفة خمسة قتلى و28 جريحا. وانفجرت سيارة مفخخة يوم افتتاح محاكمة كوب وبريغيه في 22 نيسان/ابريل امام مقر مجلة الوطن العربي في باريس ما اسفر عن سقوط قتيل واصابة 66 اخرين. واستهدف الاعتداءان الاخران في 31 كانون الاول/ديسمبر 1983 محطة قطارات مرسيليا (قتيلان و33 جريحا) والقطار السريع مرسيليا-باريس (3 قتلى و12 جريحا)، بينما كان "رفيقاه" يقضيان حكما بالسجن اربع وخمس سنوات. واثر فتح سجلات ارشيف البلدان الشيوعية سابقا في شرق اوروبا حيث كان كارلوس واعوانه يلجأون بداية الثمانينيات، توفرت عناصر اتهام جديدة في الملف. لكن كارلوس يشكك في مصداقية تلك الوثائق ويشكك في صحة نسخة رسالة تبني فقدت وثيقتها الاصلية. وقال كارلوس مجيبا رئيس المحكمة الذي طلب منه مهنته "انت تعلم جيدا انني ثوري محترف"، لكنه نفى اي تورط في تلك الاعتداءات الاربعة. وقال المحامي فرانسيس سبينزر الذي يدافع عن عدة ضحايا انه "لا ينتظر شيئا من هذه الجلسة" لان كارلوس "لم يبد ابدا اي ندم ولن يندم".