تذكروا هذه الأسماء جيداً: نهار بهيج، ولاء الشهري، خالد الجابري، عبدالباسط بيرم، عبدالرحمن العريفي، أحمد العقيل، خنساء أبو ناجي، محمد السعدون، عبدالله الأحمري، سارة مزيد التويجري، آية العويلي، وعد عارف، عاصم إبراهيم، مزروع المزروع، نجود العساكر، عبدالله المديفر، نصرة عبدالعال، نايف المرحوم، مؤمنة البعجوري، نورة الربيق، وأتمنى أني لم أنس أحداً منهم. هؤلاء الشابات والشبان والرجال كانوا أصحاب الأفكار والعروض التقديمية الملهمة في «تيدكس الرياض 2013» الذي أقيم الأربعاء الماضي في الرياض، وهم بالفعل حققوا شعار اللقاء المعروف عالمياً «أفكار تستحق الانتشار»، كان أربعاءً مختلفاً لكل الشباب من الجنسين الذين حضروا ولأهالي وأصدقاء أصحاب هذه الأفكار، واستغربت كثيراً غياب التغطية الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة عنه، على رغم أن الحديث مشتعل عنه في الإعلام الاجتماعي، كاشتعال تصفيقنا ونحن نرى هذه الأفكار النيرة الجريئة في مختلف المجالات. كان المكان مليئاً بالشغف، شغف الشباب إلى الاطلاع، وشغف المتحدثين بما يؤمنون به ويقدمونه في مجالاتهم المختلفة، جالوا بنا من الهندسة حتى ألعاب الخفة، مروراً بالتسويق عبر سبر العقل اللاواعي، وتحليل سلوك وروح الطفولة، والتصوير والإخراج، والخط العربي، ودعم مرضى السرطان معنوياً، والكتابة، وإدارة الوقت، والرسم، والنجاح، والثقة، والعمل وكثير مما لا يسع المجال لرصده وذكره. كان معظمهم ملهمين، وقادرين على تقديم أنفسهم وأفكارهم بطريقة اتصالية غاية في البساطة، والعمق في آن واحد، وصلت أحاديثهم للقلوب، وأفكارهم للعقول، واثق من تفاعل الشباب معهم أنهم حفزوا الكثيرين منهم على التشجع للانطلاق. بعضهم يضع أقدامه على الطريق، وبعضهم محترف أحب مشاركة الناس أفكاره حول مهنته أو شغفه، عندما تحدث المهندس نهار بهيج عن التصميم الشامل وأثره الاجتماعي والاقتصادي، ذهلت بهذا الشاب الذي بحث وشارك وصمم وفازت تصاميمه عالمياً وكل هدفه خدمة فئات أكثر حاجة لتتحقق السعادة للجميع. فاجأني المصور عبدالله الأحمري بقوله: «لم أجد مقطعاً يستحق الإشادة عن الرياض فقررت صنع فيديو عن الرياض، وهو عرض فيلمين جميلين عنها، واستوقفني خالد الجابري كثيراً وهو يقول: «الطفولة روح وطريقة تفكير وليست مرحلة عمرية». نبهتني أستاذة التسويق في جامعة الملك سعود سارة التويجري إلى أن «العقل الواعي هدية من الله واللا واعي خادم للعقل الواعي» وكيف ربطت هذه المقولة الشهيرة بأفكارها عن التسويق، وكيف في عجالة الوقت الذي لم يسعفها ربطت جزءاً من ثقافتنا بانطباع الناس عنا حتى أدركت شركات عالمية كبرى أن «كلمة إن شاء الله تستخدم للوعد، لكنها للأسف تستخدم بشكل خاطئ». وأيقظ الشغف فيني حتى نسيت أني «أربعيني» بين هؤلاء الشباب حينما قال عبدالله المديفر: «أخبرني أنك على قيد الشغف حتى أخبرك أنك على قيد الحياة». بالفعل تحققت الفائدة والمتعة، ويستحق الشاب محمد الرزاز الذي نظم المناسبة تحية منا، ويستحق «منتدى الغد» الذي كان شريكاً معه من المجتمع الشكر والتقدير، أما أفكار هؤلاء الجميلة فتستحق فعلاً الانتشار على أوسع نطاق ممكن. [email protected] @mohamdalyami