كابول - رويترز ، أ ف ب – أرجأ مسؤولو اللجنة الانتخابية الافغانية إعلان مزيد من نتائج الاقتراع الرئاسي المتنازع عليها أمس، ما يزيد التشويش في حسم هوية الفائز بين المرشحين الأوفر حظاً الرئيس الحالي حميد كارزاي ووزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله، ويعزز اجراء جولة إعادة.واكتفت اللجنة بفرز اصوات المقترعين في انتخابات المجالس الإقليمية التي أجريت بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، ما أوقف عملية فرز أصوات الانتخابات الرئاسية عند نسبة 17 في المئة من عدد اقلام الاقتراع التي بلغ عددها 6200، علماً ان النتائج الأولية المعلنة حتى الآن تشير إلى تقدم كارزاي بنسبة 43 في المئة في مقابل 34 في المئة لعبدالله. وفيما يخشى مراقبون من ارتفاع وتيرة العنف بسبب عدم حسم النتائج خلال الأيام المقبلة، زاد الوضع سوءاً اعلان نائب رئيس اللجنة الانتخابية زكريا براكزاي ان أعطالاً طرأت على برامج الكومبيوتر ابطأت عملية الفرز. وقال: «سنعلن أرقاماً ومعلومات جديدة غداً»، علماً ان أحد المرشحين يجب ان يحصل على أكثر من 50 في المئة من عدد الأصوات لتجنب جولة إعادة يحتمل أن تزعزع استقرار البلاد في تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. ويثير تدني نسبة المشاركة في الانتخابات التي لم تتجاوز 35 في المئة اسئلة حول شرعية المرشح الفائز والصلاحيات التي سيتمتع بها لدى ظهور النتائج النهائية منتصف ايلول (سبتمبر). ويرى المحلل هارون مير ان اساليب «طالبان» نجحت في عرقلة الانتخابات، وقوضت العملية الديموقراطية التي تطلع المجتمع الدولي الى اعتبارها عملية مناسبة لافغانستان، الدولة الاقطاعية التي تمزقها الحرب. واضاف ان «سبب اجراء الانتخابات في افغانستان هو منح الشرعية للحكومة، ولم ننجح في تحقيق هذا الهدف، اذ نجحت طالبان في افشال هذا الهدف وأجبرت الناس على البقاء في منازلهم، ما يشكّك بشرعية النتيجة النهائية». وقال ان «كشف النتائج ببطء على مدى عشرة ايام، يعطي كارزاي والجهات الغربية التي تدعمه وقتاً كافياً للتوصل الى تسوية مع عبدالله». لكن البعض يصر على ان مشاركة حوالى 5 ملايين من اصل 17 مليون ناخب مسجل دليل على ان الافغان مهتمون بالعملية الديموقراطية لبعث رسالة واضحة الى حركة «طالبان» بأن تهديداتهم لم تفلح في منع الافغان من التصويت. وقال نادر نادري من «مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة في افغانستان» التي راقبت الانتخابات: «اذا قارنا استجابة الافغان للتصويت مع مستوى التهديد والخوف الذي اشاعته طالبان، فإن الرسالة الموجهة الى الحركة ان اساليبهم لم تنجح». ميدانياً، ارتفع عدد قتلى القوات الاجنبية الى 300 جندي هذه السنة بعد سقوط خمسة جنود خلال الايام الثلاثة الماضية، مقارنة مع 294 العام الماضي الذي اعتبر سابقاً العام الاسوأ للقوات الأجنبية منذ اطاحة نظام «طالبان» نهاية العام 2001. واعلنت قيادة الحلف الاطلسي (ناتو) مقتل 12 من «طالبان» قتلوا واعتقال أحد قادة الحركة في عملية دهم ساندتها مروحيات مقاتلة في ولاية بكتيكا (جنوب شرق) اول من امس. وأوضحت ان القائد يدعى الملا مسلم اعتقل لدى زيارته عيادة في منطقة سار حوزة بولاية بكتيكا لمعالجة جروح اصيب بها خلال تبادل للنار حصل خلال يوم الانتخابات في 20 الشهر الجاري. الى ذلك، تسبب خلاف حصل بين جندي افغاني وحارس أمن خاص باطلاق نار في كابول، وسماع دوي صفارات انذار فيها، ما أثار مخاوف من وقوع هجوم انتحاري لمتمردي «طالبان»، بعدما استهدفوا العاصمة بهجومين هذا الشهر. ولم يؤد الاشكال الى سقوط ضحايا او اصابات.