تستضيف مراكش نهاية الشهر الجاري، الاجتماعات السنوية لمحافظي «البنك الإفريقي للتنمية» بمشاركة نحو ثلاثة آلاف شخصية بينها وزراء مال واقتصاد ومحافظو مصارف مركزية في نحو 50 دولة أفريقية، وممثلون عن المؤسسات المالية الدولية والأوروبية واليابانية والصناديق السيادية العربية وخبراء ورجال أعمال. وأعلن وزير المال المغربي نزار بركة إن الرباط «ستعرض على المشاركين في ملتقى مراكش مشاريع اقتصادية وتنموية في مجالات مختلفة، خصوصاً الطاقة النظيفة والزراعة والبنى التحتية والصناعات الحديثة والسياحة وغيرها». وترغب الرباط، التي تعتبر أحد المساهمين في تأسيس «المصرف الإفريقي للتنمية» في أواسط ستينات القرن الماضي، في رفع قروضها السنوية من المصرف إلى بليون دولار سنوياً على مدى السنوات الأربع المقبلة، وجذب تمويل لمشاريع أساسية تستقطب مزيداً من الاستثمارات الأجنبية. ويعتبر المغرب ثاني أكبر مستثمر في أفريقيا الغربية في قطاعات الاتصالات والمصارف والتأمينات والبناء والزراعة والصيدلة، والطاقة والمعادن. وتفاوض الرباط على ضمان قروض من المصرف الأفريقي لتوسيع نشاط شركاتها الخاصة العاملة في جنوب الصحراء. وكان الطرفان وقعا اتفاقاً سابقاً على تمويلات سنوية تبلغ نحو 800 مليون دولار، ثم تقرر رفعها إلى بليون دولار استجابة إلى حاجات تمويل مشاريع كبيرة في المغرب الذي حصل على 1،2 بليون دولار من «البنك الأفريقي للتنمية» العام الماضي، منها 670 مليوناً لمشروع الطاقة الشمسية في وارزازات الذي تنفذه مجموعة «أكوا» السعودية الدولية. ويساهم نحو 77 دولة في رأس مال «البنك الأفريقي للتنمية» الذي يملك 30 فرعاً في العالم، وتراهن القارة على مصرفها لتحسين معيشة سكانها عبر تحصيل قروض وتمويل للدول الأعضاء. وأفاد كبير مستشاري المصرف يوسف اودراغو في تصريح إلى «الحياة» بأن مكتب مجلس المحافظين وافق على عودة مقر «البنك الإفريقي للتنمية» إلى أبيدجان بعد التحسن الأمني وانتخاب الرئيس الحسن واتارا. وأشار إلى أن محافظي المصرف قرروا في اجتماعهم الأخير في طوكيو نقل المصرف من تونس إلى ساحل العاج على مراحل تبدأ من نهاية السنة. وأوضح أن الحكومة التونسية أخطرت بهذا الأمر وهناك ترتيبات لعودة المصرف من شمال إفريقيا إلى غربها، وهي المنطقة التي عانت ويلات الحروب والنزاعات الأهلية والعرقية، وباتت في حاجة إلى تنمية سريعة. وأشار إلى أن 170 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر في أفريقيا الغربية بسبب الأوضاع التي كانت قائمة.