أنجز «المكتب المغربي للسكة الحديد» كل التمويلات الضرورية لمشروعه الاستثماري الاستراتيجي الذي ينتهي عام 2015، وتقدر كلفته الإجمالية ب 4 بلايين دولار (33 بليون درهم)، منها 2.3 بليون دولار لبناء شبكة للقطار الفائق السرعة (تي جي في)، وهو أول قطار سريع من نوعه في المنطقة، ويشمل البرنامج كذلك تحديث السكة الحديد وتطويرها بين طنجة ومراكش بطول 600 كيلومتر لمواجهة الطلب المتنامي على هذه الخطوط. وأوضح المكتب انه حصل على قرض أول من أمس من «البنك الإفريقي للتنمية» بقيمة 300 مليون يورو لشراء قاطرات جديدة، تربط بين مراكش وطنجة على البحر الأبيض المتوسط، وهي المدينة التي سينطلق منها القطار السريع باتجاه الدارالبيضاء (350 كيلومتراً) في اقل من ثلاث ساعات بحلول عام 2016. واعتبر المكتب أن الإنجاز سيرفع القدرة التنافسية اللوجستية للاقتصاد المغربي، وتؤهله في مجالات التجارة والسياحة الدولية، معتبراً أن القطار السريع سيكون الوسيلة المستقبلية للنقل المحافظ على البيئة. وسبق ان حصل مشروع القطار الفائق السرعة على مساعدات مالية من عدد من الدول العربية منها هبة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأخرى من الكويت والإمارات، وتمويلات إضافية من صناديق عربية بقيمة إجمالية بلغت 500 مليون دولار، واقترضت الرباط من وكالة التنمية الفرنسية 700 مليون يورو، مع تسهيلات ائتمانية من مصارف فرنسية لصالح شركة «الستوم» الفرنسية، التي فازت بصفقة بناء الخط السريع، وتمويل شراء عربات حديثة بقيمة إجمالية تقدر ببليوني يورو. وأضاف المكتب «أن هدف هذه المشاريع تعزيز دور السكة الحديد في قطاع النقل عبر القطارات السريعة والمريحة، ومواجهة التغيرات البيئية والمتطلبات الجديدة للزبائن والفعاليات الاقتصادية». ويخطط المكتب لمضاعفة عدد المسافرين المقدر حالياً ب30 مليون مسافر سنوياً غالبيتهم على خط القنيطرة – الرباط - الدارالبيضاء – مراكش، كما انشأ محطات وصول عصرية في كل من فاسومراكش وطنجة والرباط، ويبني محطات جديدة في عدد من المدن الكبرى التي تعبرها القطارات (448 قطاراً تتسع ل 40 ألف مقعد). وقد استثمر المكتب 18 بليون درهم (2.1 بليون دولار) بين عامي 2005 و2009 لانجاز مشاريع كبيرة منها ربط السكة بميناء طنجة اليورومتوسطي على البحر المتوسط، وأخر بميناء الجرف الأصفر على المحيط الأطلسي. ويبلغ طول السكة الحديد في المغرب 2109 كيلومترات، ويستخدم جزء من الشبكة في نقل الفوسفات الى موانئ الجرف الأصفر والدارالبيضاء. واعتبر المكتب أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت في حركة نقل الفوسفات ومشتقاته عام 2009، حيث تراجع الشحن بنسبة 23 في المئة من 23.6 مليون طن عام 2008 الى 18 مليوناً. ويساهم الفوسفات بقوة في عائدات المكتب المغربي للسكة الحديد الذي بلغت إيراداته 2.5 بليون درهم، بانخفاض بلغ 7.6 في المئة. وبلغت القيمة المضافة 1.95 بليون درهم، والقيمة التشغيلية 1.13 بليون. يذكر ان أول قطار انطلق في المغرب عام 1911، وحتى عام 1928 تواجدت 3 شركات للنقل عبر السكة الحديد هي: الشركة الفرنسية – الاسبانية طنجة – فاس 1914، وشركة السكة الحديد المغربية «سي اف ام» 1920، ثم شركة السكة للمغرب الشرقي وجدة - بوعرفة 1928.