اعتبر الممثل والمؤلف المسرحي الإماراتي مرعي الحليان أن السقف الرقابي الضيق الذي يعرفه المسرح السعودي أحد أسباب نجاحه، لافتاً إلى أنه ساهم في إيجاد نوع من «التحايل والإبداع والابتكار، في مسرح الصورة والرمز والدلالات». وأكد أن هذا المسرح يملك إمكانات كتابية وإخراجية عالية، وأن البيئة الأدبية في السعودية «أعمق وأعرض مساحة، وفيها تيارات متعددة، وفسيفساء من الفكر، لها باع طويلة مع الحداثة». وقال «إن ظروف المسرح السعودي خلقت نوعاً من التحايل، وكثفت الرمز والعمل البصري، وهذا نفتقده كثيراً، لأن السقف الرقابي المفتوح يأخذ المبدع إلى الكسل، بخلاف السقف الضيق الذي يدفع إلى التحايل والإبداع والابتكار، في مسرح الصورة والرمز والدلالات». وأكد «أن السعودية تملك إمكانات عالية من ناحيتي الكتابة والإخراج، ومسرحها ليس في حاجة إلى إمكانات بشرية بل فنية أكثر». وعبّر الحليان، المشارك في مهرجان «الإحساء المسرحي» الذي ينظمه حالياً فرع جمعية الثقافة والفنون في الإحساء، عن انبهاره بأداء الشبان الذي فيه «إجتهاد كبير، وينقصه أن يعطى رعاية مسرحية». ولفت إلى أن «ما يخرجه المسرح السعودي في المهرجانات، وحتى مهرجانات المناطق، وما يتم ترشيحه للمشاركات غير منصف، ويجب أن تكون هناك جودة في الانتقاء مع عدم المجاملة، والنظر إلى النص المسرحي من كل الجوانب»، مؤكداً أن «المسرح السعودي ثري بالجيد والمميز». واعتبر مهرجان «الأحساء المسرحي»، من «المشاركات المميزة التي تساهم في إيجاد حراك ثقافي وفكري وتضيف إلى الحركة المسرحية الكثير، وتنعش حال النقد»، مضيفاً أن «الجمهور السعودي متعطش للمسرح». وصنف الأعمال المسرحية السعودية «كالقابض على العصا من الوسط، بين الجمهور النخبوي، وآخر بسيط واجتماعي». من جهة أخرى، نالت مسرحية «تحت المشرط»، التي عرضت أول من أمس، ضمن المهرجان في دورته الثالثة، استحسان الجمهور. و «تحت المشرط» عمل مسرحي يعرض حالات إنسانية تحاول أن تعيش الفرح على رغم الألم، ويطرح استفهامات كثيرة حول الذات وأهمية الوجود. واعتمد المخرج محمد عبدالرحمن الحمد على التناغم بين الحركة والموسيقى التي وظفت لشد انتباه الجمهور بين الحين والآخر. كما قدم العمل طاقات شبابية تميزت في التمثيل، وأجادت لعب الأدوار وتقمص أكثر من شخصية من مشهد إلى آخر. ويتحدث العرض عن معاناة المبدعين وعدم تقدير المجتمع لما يقدمونه، ما أدى إلى نسيانهم هويتهم وعيشهم مع ذكرى الألم. وشارك في التمثيل: عبدالرحمن المزيعل وعبدالله صلاح الفهيد وحيدر الوحيمد ومؤيد البوعويس. والموسيقى والمؤثرات الصوتية لمحمد عبدالرحمن الحمد، والإضاءة لحمد مبارك الوحيمد، وإدارة مسرحية عبدالله علي الغوينم، وديكور عماد المحيسن وعمر المقيبل، وأزياء إيمان الطويل، وألحان وعزف عود وكمان لعمر الخميس، تأليف أحمد البن حمضة.