أثارت مسرحية «تحت المشرط» التي عرضت مساء يوم أمس الأول ضمن فعاليات مهرجان الأحساء المسرحي الثالث فضول الحضور لمعرفة ما وراء الغموض الذي بدأ به مؤلف العمل ومخرجه؛ حيث ظل المشاهد يترقب ما وراء الغموض حتى انتهى العرض والمشاهد العادي وبعض المختصين يحاولون فهم هذا الغموض؛ حيث اختلف المختصون حول هذا العمل فيه مَن شنَّ هجوماً لاذعاً على هذا العمل كالفنان الكويتي حسن رجب ومنهم من مدحه كالفنان ناصر عبدالرضا عضو لجنة التحكيم. ويتحدث العرض من وجهة نظر المؤلف عن معاناة المبدعين، تأليف أحمد بن حمضة وإخراج محمد عبدالرحمن الحمد. وقال الفنان ناصر العبدالرضا عضو لجنة التحكيم إن مسرحية هذا اليوم (تحت المشرط) من المسرحيات الجيدة التي أحببتها كشغل كإخراج وكنص؛ حيث إن النص فكرة جديدة لأول مرة تطرح هذه النصوص، وهذا شيء جيد للمسرح السعودي أن شبابا جديدا يدير مسرح بهذه الطريقة. وقال: أتمنى أن تكون المسرحيات القادمة بنفس المستوى وأحسن. وقال الفنان الإماراتي مرعي الحليان إن مخرج (تحت المشرط) ذكي يتلمس ولديه أدوات مهمة على المسرح، أنا أتوقع أن هذا المخرج باستمرار التجارب وبالاهتمام به سوف يقدم أعمالا متميزة وهذا الشيء مفرح، ربما يكون لدي وجهة نظر على النص أنه اتجه للتقريرية أكثر فكان النص تقريريا ولكن تغلب على هذا بالمشاهد البصرية واستخدامات الموسيقى والإضاءة، وهناك مشهد بصري عالٍ أنقذ العرض من سردية النص. وفي الندوة التطبيقية شن الفنان الكويتي حسن رجب (عمره الفني 35 عاماً) هجوماً لاذعاً على المسرحية من ناحية النص والتمثيل والأدوات المعروضة، فقال النص كما هو مثلما قرأته أكثر من مرة ولم أفهم منه إلا جملة واحدة فقط وهي أن هناك قمعا للكلمة، ووضع الفنان حسن رجب عدة استفهامات هناك قمع مِن مَن؟ لا أعلم، وفي أي مكان؟ وقال: لماذا هذا الإغراق في الرمزية؟ هذا السؤال أطرحه للكاتب والمخرج، لماذا نذهب للرمزية في النص والإخراج والحركة؟ متسائلاً «لأي فئة من الجمهور نقدم هذا العمل؟»، وقال إن النص لم يجب على هذه التساؤلات. وقال رجب إن المسرح لا يحتاج إلى هذا السواد، بالعكس بل عليه أن يبعث على التفاؤل. مؤكداً على أننا نستطيع إيصال الفكرة من خلال الابتسامة والضحك (لماذا نبكي؟ لماذا نحزن؟) المسرح يحتاج إلى تنفيس في التمثيل. وقال رجب إما من ناحية اللغة لن أتحدث عنها؛ لأن ما سمعته من أخطاء لا يحتمل. أما مخرج المسرحية محمد عبدالرحمن الحمد فقد أجاب على الفنان حسن رجب قائلاً إنه نقل النص من الورق كما هو أي قام بتلقين النص للممثلين ولم يتدخل فيه ولم تكن هناك قراءة أخرى بمعنى أن المشاهد يستطيع أن يقرأ النص من الورق ويراه كما هو؟ فقال: نحن نتعلم من الفنان حسن رجب، مضيفاً: هذه تجربتي الثانية في المسرح ومازلتُ أتعلم، وربما يكون هناك شيء ينقصني، قائلاً إنه لم يقم بتحليل النص أكثر وأكثر. مؤلف المسرحية أحمد البن حمضة قال: أشكر أخي المخرج محمد الحمد الذي جعل النص يتنفس على المسرح، مؤكداً بأنه لا يستطيع المزايدة على الفنان حسن رجب، الذي ربما كان عليه أن يعود لظروف كتابة المسرحية، وقال: كتبتها قبل ثلاث أو أربع سنوات تقريباً أي قبل الربيع العربي وكانت بحاجة إلى بعض التعديل بعد ما سمي بالربيع العربي. مؤكداً أن المسرحية تعبر عن واقعنا المرير، وأضاف بن حمضة: بالنسبة للنص فقد حاولت أن أوضح ما هي الشخصية (فنان، كاتب، إعلامي بمعني أنه شخص مستفز).