أخيراً، بات لدى مشجعي نادي توتنهام الانكليزي ما يكفي من المؤشرات الواعدة التي تجعلهم يؤمنون بأن هذا الموسم سيكون الموسم الذي يكسرون فيه احتكار الاربعة الكبار للبريميرليغ وحتى تهديد ثروة مانشستر سيتي. بعد الفوز الثالث على التوالي في مطلع هذا الموسم لم تعد المعارك المقبلة التي ستواجه «سبرز»، وأبرزها لقاءا مانشستر يونايتد وتشلسي في جولتين متتاليتين الشهر المقبل، تخيف الفريق اللندني، على عكس المواسم القليلة الماضية، فهذه البداية تحت ادارة المدرب القدير هاري ردناب تعد الافضل منذ بداية موسم 2005-2006 عندما خسر الفريق تحت قيادة الهولندي مارتن يول مباراة واحدة فقط من المباريات ال11 الأولى، في حين تطلب الأمر خوض 11 مباراة الموسم الماضي للوصول الى جعبة النقاط الحالية (9 نقاط)، واعتبر الموسم الماضي كارثياً تحت ادارة الإسباني خواندي راموس، الى حين جاء المنقذ ردناب في نوفمبر الماضي ليحل محل اليائس راموس. ليس غريباً الحديث عن تكرار انجاز موسم 1960-1961 عندما أحرز الفريق ثنائية فريدة كانت الاولى، ليس في تاريخ نادي توتنهام فحسب، وإنما في تاريخ كل الاندية الانكليزية، فردناب نجح في اعادة التوازن الى خطوط الفريق، والاهم التجانس واللحمة بين اللاعبين، وهنا قلة تدرك مهارة ردناب الفريدة في صنع فرق قوية في اوقات قصيرة، إذ فعل ذلك مع وست هام وبورتسموث، ومن دون صرف مبالغ خيالية، فنجح مع توتنهام في استعادة المهاجمين جيرمين ديفو وبيتر كراوتش وروبي كين، بعدما سمح لهم سلفه راموس في الرحيل، مثلما هيأ لاعبين اثنين لكل مركز من مراكز الفريق، قادرين على المنافسة الشرسة وتحمل أعباء موسم طويل شاق، لكن ردناب نفسه يعلم ان الحديث عن تكرار انجاز الستينات مبالغ به، والنجاح الحقيقي يكمن في كسر احتكار الرباعي الكبير والتأهل الى دوري أبطال أوروبا، حتى بدخول مانشستر سيتي سباق القمة بقوة ملايينه ونجومه الجدد. وردناب يعلم ان فريقه مستمر في تألقه الذي قاده في نهاية الموسم الماضي الى جمع 30 نقطة من المباريات ال16 الاخيرة التي قاد فيها ردناب الفريق، رافعاً مركزه من الثامن عشر الى الثامن، ويقول ردناب: "بدأنا الموسم الجديد بالحيوية والتألق اللذين انهينا بهما الموسم الماضي، وهذه خطوة مهمة، الان نعلم ان لدينا ما يكفي من النجوم لمقارعة الكبار». الحارس البرازيلي هيلاريو جوميز كان نقطة ضعف الفريق الموسم الماضي، لكن تطوره كان سريعاً تحت قيادة ردناب الذي اشتهر باستخراج كل طاقات لاعبيه المكمونة، ويصارعه على المركز الايطالي كارلو غودوتشيني الذي عانى بين احتياطيي تشلسي، في حين ضربت الاصابات خط الدفاع بغياب جوناثان وودغيت ومايكل دوسون وليدلي كينغ المتكررة، ليضم الفرنسي سيباستيان بوسونغ من نيوكاسل، إذ تألق في المباريات الثلاث الاولى، فيما يفعل ويلسون بالاسيوس ما فعله كلود مكاليلي طيلة سنوات عدة مع ريال مدريد وتشلسي، في حين يستغل سرعة ومهارة الجناح آرون لينون ومكر وموهبة الكرواتي لوكا مودريتش، قبل ان يستعين بأسلحته الهجومية المتمثلة بالقناص ديفو وكراوتش وكين الى جانب الروسي بافليوشينكو. السؤال الذي تخشى جماهير توتنهام الاجابة عليه، هل يستمر الفريق على مستواه؟ اذاً ثبات المستوى كان دائماً العنوان الابرز في معاناة الفريق، وردناب يعلم ذلك، لذا فانه دائم البحث في سوق الانتقالات عن مواهب تبقي آماله حية، حيث ارتبط النادي حديثاً بضم جناح تولوز الفرنسي موسى سيزوكو والاسكتلندي سكوت براون وايضاً نجم تشلسي المصاب جو كول، لتغطية مركز الجناح الايسر، الذي قد يعتبر نقطة ضعف الفريق على المدى الطويل. في المباراة الاولى في الموسم التي تغلب فيها توتنهام على ليفربول، لاحظ كثيرون ان المواهب التي تجلس على مقاعد الاحتياط في الفريقين لا تقارن، إذ الغلبة صبت لمصلحة النادي اللندني، وهذا قد يكون مفتاح كسر سور الأربعة الكبار.