ضبطت وزارة التجارة والصناعة أخيراً، من خلال زياراتها المفاجئة لأحد المصانع الواقعة جنوبي الرياض، امتهنت تقليد العطور الفاخرة والتي تحمل أسماء ماركات عالمية عبر تصنيعها محلياً وتوزيعها في الأسواق المحلية بشعار (صنع في فرنسا)، مما يعد إيهاماً وخداعاً للمستهلك وغش في طبيعة المنتجات، إذ تم مصادرة جميع الكميات المضبوطة واغلاق المصنع، وإحالة المتورطين للجهات المختصة لاستكمال الإجراءات النظامية بحقهم. ويعد ذلك انتهاكاً صارخاً للأنظمة، وضرباً من ضروب الغش والتدليس على المستهلكين، بالنظر إلى أن فيه تزوير لأسماء ماركات عالمية شهيرة، وتصنيع عطورات رديئة الجودة وبيعها في السوق على أنها منتجات ذات جودة عالية جداً. وتعود تفاصيل القضية، إلى أن مراقبي وزارة التجارة والصناعة وأثناء قيامهم بأداء واجبهم الرقابي من خلال الزيارات الفجائية للمصانع، وصلوا إلى أحد المصانع في العاصمة الرياض التي تمتهن تصنيع العطور، وأثناء دخولهم من البوابة الرئيسية فوجئوا بهروب جميع العمالة، ولم يبق منهم إلا حارس المصنع، الأمر الذي أثار استغراب المراقبين، وبادروا على الفور بالتفتيش ورصدوا وجود كميات كبيرة من السوائل العطرية موضوعة في ثلاجة كبيرة، مع نماذج رسمية خاصة بالعطورات العالمية المشهورة وطرق تركيبها، إضافة إلى الزجاجات الفارغة التي حملت وسم (صنع في فرنسا). وبعد اتضاح المخالفات، تمت مصادرة جميع الكميات، واغلاق المصنع، لاستكمال الإجراءات النظامية، واحالة المتورطين في ذلك للجهات المختصة. يشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة أعلنت أخيرا أنها استحدثت إدارة للمتابعة الصناعية سعياً منها للرقابة على القطاع الصناعي في المملكة وتوعيته، والتأكد من التزامه بجميع الأنظمة ذات العلاقة بالنشاط، وضبط المخالفين والمتلاعبين بالتراخيص والمنتجات ومعاقبتهم وفق الأنظمة، إضافة إلى جمع البيانات والمعلومات الدقيقة عنه وتحسين البيئة الصناعية وإبعادها عن العشوائية، والتعاون مع المستثمرين في سبيل الارتقاء بالقطاع ودعم تطوره خدمة للاقتصاد المحلي، الأمر الذي من شأنه أن يحدث تحولاً نوعياً في آليات الرقابة والإشراف على هذا القطاع الهام.