تختتم منافسات ذهاب ربع نهائي بطولة الأبطال على كأس خادم الحرمين الشريفين مساء اليوم بإقامة ثلاث مواجهات، إذ يستضيف الاتحاد نظيره الهلال، فيما يحل الشباب ضيفاً على الرائد، ويلتقي الفتح والاتفاق على ملعب الأول. الاتحاد - الهلال مواجهة تنافسية تتجاوز إثارتها محيط المستطيل الأخضر، كونها مباراة ذات رونق خاص، لا تعترف بأية عوامل تسبق الصافرة الأولى، ولا مجال للحديث عن النقص العددي، ولا الأوضاع الفنية لأي فريق، كون الاعتبارات كافة غير مؤثرة في كلاسيكو الاتحاد والهلال، الذي تطغى عليه الحماسة والتفوق على الظروف والغيابات، بل إن الفريق المنقوص في غالب الأحيان تكون له الغلبة في نهاية المطاف. الاتحاد يبدو مختلفاً كثيراً بعد رحيل محمد نور وحمد المنتشري ورضا تكر وإبراهيم هزازي ومبروك زايد بعد المباراة الشهيرة في الدوري، التي كسبها الفريق الأزرق برباعية، جعلت الإدارة الاتحادية لا تتردد في إقصاء عدد من اللاعبين بحجة عدم جدوى بقائهم، لذا سيكون المدرب الإسباني بينات أمام تحد كبير، لتجاوز العقبة الصعبة بعناصره الشابة، والجماهير الصفراء تنتظر أن يقدم عبدالفتاح عسيري ومحمد أبوسبعان وهتان باهبري ومعن خضري وفهد المولد المستوى الذي يؤكد قدرة الفريق على العودة إلى ساحة المنافسة، ولا شك في أن اكتمال جاهزية نايف هزازي وسعود كريري وأسامة المولد ستكون دعامة قوية للفريق، في الوقت الذي تفتقد الخطوط الصفراء للفائدة من المحترفين الأجانب عدا الكاميروني أمبامبي. وعلى الضفة الأخرى، يحاول الهلاليون تأكيد سطوتهم على مواجهات الفريقين في الأعوام الأخيرة، والتقدم نحو الأدوار النهائية سعياً إلى تحقيق البطولة الغائبة عن الخزائن الزرقاء، وعلى رغم الأفضلية المتوقعة للهلال على أرض الميدان عطفاً على الاستقرار الفني، إلا أن ذلك غير كاف لضمان العودة بنتيجة إيجابية، فالخصم ليس بالفريق السهل، ولن يقبل الخسارة بسهولة بين أنصاره. المدرب الكرواتي زلاتكو قاد الفريق إلى تحقيق كأس ولي العهد، وتقدم به إلى دور ال16 في الاستحقاق الآسيوي، ومن دون شك سيبذل قصارى الجهد لتحقيق ما عجز عنه من سبقه من المدربين، والوصول بالفريق الأزرق إلى منصة التتويج في أغلى البطولات. الرائد - الشباب يسعى الفريق الشبابي إلى تسجيل بداية قوية تساعده في التقدم للمراحل الأهم لأجل استعادة اللقب الذي افتقده في المواسم الثلاثة الأخيرة، والمدرب البلجيكي برودوم يملك العناصر القادرة على ترجيح كفة الفريق على أرض الميدان، إذ ينجح البرازيليان فرناندو وكماتشو وأحمد عطيف وعبدالملك الخيبري في فرض الهيمنة التامة على مناطق المناورة، ما يمنح ناصر الشمراني والأرجنتيني تيغالي مساحات أوسع بين دفاعات الخصم. الخطوط الشبابية تمتاز بالنزعة الهجومية، إذ يسجل ظهيرا الجنب حسن معاذ وعبدالله الأسطا مشاركة فاعلة في الشق الهجومي، ما يزيد من ضراوة الهجمة الشبابية، ولن يتردد المدرب في تحرير الأسطا ومعاذ من القيود الدفاعية في ظل الحصون الدفاعية المنتظرة لأصحاب الدار. وعلى الضفة الأخرى، يتسلح الرائد بالأرض والجمهور لتكرار ما فعله في مسابقة كأس ولي العهد عندما أقصى الشباب في عقر داره، ومدربه المقدوني كوستوف يعلم جيداً أن الفوارق الفنية ليست في مصلحة فريقه، لذا لن يكون أمامه خيار سوى إغلاق المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين ومحاولة التسجيل عبر الهجمات المرتدة التي ينطلق خلفها الكونغولي ديبا ألونقا ووليد الجيزاني ومن خلفهما المغربي عصام الراقي والبرازيلي شوشا. الفتح - الاتفاق يدخل الفتح بنشوة تحقيق بطولة الدوري، إضافة إلى أفضلية الأرض والجمهور، والفريق الفتحاوي نجح في النسخة السابقة في إقصاء الاتفاق من الدور ذاته، بعد أن حقق الفوز ذهاباً وإياباً، والمدرب التونسي فتحي الجبال ذكي جداً ويجيد التعامل مع إمكانات لاعبيه بقدرة عالية، ما أكسب الفريق هيبة فنية عالية جداً، وتمتاز خطوط الفريق بالروح القتالية والتجانس الكبير، ويظل الثلاثي البرازيلي ألتون والكونغولي دوريس سالمو وحمدان الحمدان مصدر الخطورة الحقيقية، كما أن الأردني شادي أبوهشهش وحسين المقهوي يقدمان مستويات رائعة في منتصف الميدان. فيما يمني الاتفاق النفس برد الاعتبار من الخسائر المتتالية التي مني بها في المواسم الأخيرة على يد الفتح، كان آخرها الخسارة الموجعة في ختام الدوري برباعية، والمدرب البولندي سكورزا ما زال غير قادر على تقديم ما يرضي تطلعات جماهير فارس الدهناء، خصوصاً بعد الخروج المر من منافسات دوري أبطال آسيا. الاتفاق يقدم مستويات متأرجحة، وغالباً ما يظهر من دون أية هوية فنية، ما يضطر اللاعبين إلى البحث عن الحلول الفردية، ودائماً ما تعول الجماهير على اجتهادات يحيى الشهري وحمد الحمد ويوسف لمجاراة الخصوم.