انطلقت الطائرة الاختبارية «سولار امبالس» العاملة بالطاقة الشمسية أمس من سان فرانسيسكو في رحلة تجوب خلالها الأجواء الأميركية. وستكون الطائرة الفريدة من نوعها في العالم، بقيادة برتران بيكار، احد مؤسسي مشروع هذه الطائرة الشراعية للبيئة. وكان انطلاقها مقرراً مطلع أيار (مايو)، إلا أن الأحوال الجوية حالت دون ذلك. ويجري فريق سولار امبالس في كاليفورنيا استعداداته لهذه المغامرة في الأجواء الأميركية منذ آذار (مارس)، وقد نفذت الطائرة بعض الرحلات التجريبية في سان فرانسيسكو. وستجتاز الغرب الأميركي وصولاً إلى نيويورك، في خمس مراحل لأسباب تتعلق بالسلامة، وفق مصممَي الطائرة اللذين أوضحا أن الطائرة يمكنها أن تجري الرحلة هذه كلها دون توقف، لكنها لا تتسع سوى لربّان واحد. وتتطلب الرحلة ثلاثة أيام، إذ إن سرعة الطائرة تبلغ 70 كيلومتراً في الساعة، وهي تزن 1600 كيلوغرام من ألياف الكربون، ويبلغ باع جناحيها 63,4 متر، أي بطول جناحي طائرة بوينغ 747. وتنتهي المرحلة الأولى من الرحلة في فينيكس في ولاية اريزونا (شمال غرب)، حيث من المقرر أن تحط سولار امبالس عند الساعة الأولى فجر غد، بعد 19 ساعة من الطيران. وستكون الوجهة التالية دالاس فورت ورث في تكساس، تليها اتلانتا في جورجيا، أو ناشفيل في تينيسي أو سانت لويس في ميسوري. أما المحطة الرابعة فستكون في مطار دولس قرب واشنطن، حيث من المقرر أن تهبط الطائرة في منتصف حزيران (يونيو)، ومنها إلى مطار كينيدي في نيويورك في تموز (يوليو). وستتوقف في كل محطة لمدة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، ويمكن للمهتمين أن يشاهدوها ويوجهوا أسئلة إلى قائدها والمشرفين عليها. ويرمي هذا المشروع إلى الترويج للتقنية العالية لهذه الطائرة التي تعتمد على 12 ألف خلية ضوئية من أجل توليد الطاقة الكهربائية الكافية لتعبئة بطاريتها. وجدير بالذكر أن مشروع «سولار امبالس» اطلق قبل عشرة سنوات، وكان أول إقلاع للطائرة في حزيران 2009. ويعتزم مصمما الطائرة اندريه بورشبرغ وبرتران بيكار القيام بجولة حول العالم في العام 2015 في طراز محدث من هذه الطائرة. وبرتران بيكار هو حفيد عالم الفيزياء أوغست بيكار، مخترع المنطاد الذي يطير إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وهو أول من طار إلى ذلك الارتفاع. ووالده هو عالم المحيطات جاك بيكار الذي ساهم في تصميم غواصة سجل فيها رقماً قياسياً في الغوص إلى عمق 10920 متراً.