تمثّل القارة الأفريقية موطن أسرع سبعة اقتصادات نامية في العالم من أصل 10، ما يجعلها موقعاً واعداً ومميّزاً للاستثمارات. وفي هذا الإطار استضافت دبي «المنتدى العالمي الأفريقي للاستثمار»، الذي جمع 30 وزير اقتصاد أفريقياً لتشجيع دول الخليج على الاستثمار في دولهم. وأكدت مديرة وكالة الاستثمار الإقليمية ل «كوميسا» هبة سلامة، في المنتدى الذي افتتحه نائب رئيس الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في حضور نحو ثلاثة آلاف مسؤول من الإمارات والدول الأجنبية ومجموعة «كوميسا»، أن أفريقيا هي «المستقبل، فهي القارة الناهضة بالأمل». واعتبرت أن «الأسود الأفريقية التجارية نهضت، وانطلقت من قاعدة قوية وديناميكية واعدة». وأشارت إلى أن القارة السمراء «تشكل موطن 7 أسرع اقتصادات نامية في العالم من أصل 10»، متوقعة أن «يصل الإنفاق الاستهلاكي إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2020، مع تعداد سكان يصل إلى بليون نسمة». فيما «يسجل نمو الإنتاجية في أفريقيا نحو 3 في المئة سنوياً، مع عائدات على الاستثمارات الأجنبية المباشرة معدلها 29 في المئة». وأوضحت سلامة أن حكومات القارة السمراء «تستثمر نحو 72 بليون دولار سنوياً، وتملك ثروات ضخمة من الذهب والكوبير والكوبلت والإلماس والفوسفات والبلاتين. كما تسيطر على نحو 10 في المئة من احتياطات النفط الخام والغاز الطبيعي في العالم»، لافتة إلى أن «فرص الاستثمار تصبح أكبر مع الاستكشافات الأخيرة في غانا وتنزانيا وكينيا وأوغندا». ولاحظت أن قطاعي الصناعة والزراعة هما «من أكثر القطاعات نمواً في أفريقيا، التي تحتضن 60 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم». وأشارت إلى أن الحكومات الأفريقية «استثمرت في تطوير البنية التحتية وإزالة العراقيل التجارية، وفي تأسيس صناديق استثمار وتمويل خاصة وفي قطاع تقنية المعلومات»، إذ تضم «600 مليون مستخدم للهواتف الخليوية، متجاوزة أميركا وأوروبا، وأكدت أن أفريقيا «تقود ثورة الهواتف الخليوية في العالم». وفي القطاع المالي، أعلنت سلامة أن أفريقيا «تحتضن 23 سوقاً مالية أي بزيادة 18 سوقاً في السنوات العشر الأخيرة، وتمثّل موطناً لأكثر من 200 شركة للأسهم الخاصة». وكشفت أن «عائدات الاستثمار في كل من موريشيوس وناميبيا وجنوب أفريقيا وأوغندا وزامبيا، سجلت نحو 27 في المئة في السنوات الثلاث الماضية، في حين توفر زامبيا عائدات بنحو 57 في المئة». وعلى مستوى القوى العاملة، أشارت الى أن القوى العاملة الإجمالية في أفريقيا «تصل إلى 382 مليوناً»، مرجحة «ارتفاعها إلى 500 مليون بحلول عام 2020». ولم تستبعد أن «يتوازى عدد القوى العاملة في أفريقيا بحلول 2035 مع أميركا وأوروبا». وأوضحت وزيرة التجارة والصناعة الأوغندية إيميليا كيامبادي، أن هدف المنتدى هو «البحث عن سبيل لتعزيز العلاقات التجارية بين دبي والبلدان الأفريقية». وشددت على أن فرص الاستثمار في أفريقيا «ضخمة في شتى قطاعات البنية التحتية والطاقة والصناعة والزراعة والموارد الطبيعية، ما يعني أنها تحتاج إلى استثمارات أجنبية». وذكرت بامتلاك أفريقيا «ثروة أكبر تتمثل في الشباب، إذ يشكلون 54 في المئة من عدد السكان». ولم يغفل المسؤولون في دبي عن عرض فرص الاستثمار في الإمارة، إذ أكد وزير الاقتصاد سلطان المنصوري، أن المنتدى «شهد أكبر تجمع أفريقي ما يؤكد مكانة دبي على الساحة الدولية كمدينة عالمية جاذبة للاستثمارات من أرجاء العالم. كما يعكس رغبة مجتمع الأعمال (الشديدة) في الدولة، في التواجد الفاعل في أسواق القارة الأفريقية». واعتبر أن دبي الواقعة بين أكثر من 150 خط شحن بحرياً، وامتلاكها بنية تحتية لوجستية متطورة تغذي أسواق المنطقة، فهي «ثالث أكبر مركز لإعادة التصدير في العالم بعد هونغ كونغ وسنغافورة. كما يمكن أن تكون بوابة الشركات الأفريقية إلى أسواق المنطقة والعالم، والتي ترتبط بدبي عبر شبكة واسعة من خطوط الطيران الجوي والموانئ البحرية». وأشار الى ذلك، مستشهداً بحركة شركة «طيران الإمارات» التي تسيّر رحلاتها إلى 23 وجهة في القارة الأفريقية، في حين يشكل مطار دبي محطةً أساسية في رحلات شركات الطيران الأفريقية إلى وجهاتها العالمية».