شاركت فنانة الكاريكاتور المغربية رهام الهور في الملتقى الدولي للرسم والصحافة الذي استضافته مدينة كاركفو الفرنسية، ونالت أعمالها إعجاب الجمهور، لما فيها من حس نقدي مرهف. وكذلك، قدّمت في معرضها الأخير في الرباط 100 لوحة هي بورتريهات لمغربيات رائدات في مجالات متعددة، كالفن والرياضة والثقافة والاقتصاد والسياسة. تقول الفنانة الملتزمة قضايا المرأة في حديث إلى «الحياة»: «في الماضي كان الكاريكاتور حكراً على الرجل العربي، لأسباب عدّة، أما اليوم فقد تغيرت الحال بدليل وجود رسامة كاريكاتور واحدة أو أكثر في كل بلد عربي»، مشيرة إلى أن عددهن ما زال قليلاً، لكن بصمتهن واضحة لا تخطئها العين، نظراً إلى انغماسهن في هموم المجتمع، ومعايشتهن له أكثر من الرجل. وتوضح رهام أن ثمة نساء عربيات تسلحن بالريشة في خندق الكفاح، من أجل مواجهة أعطاب المجتمع وإعوجاجاته بغية تقويمها، وإعادتها إلى الاتجاه الصحيح. وهي تتطرق إلى المواضيع التي تهم المواطن لأن الكاريكاتور فن يخاطب عقول الناس، على حد قولها. وترى أنها في السنوات الأخيرة انكبت على مشاكل المرأة وقضاياها، سواء كرسامة كاريكاتورية تعمل في بعض المجلات النسائية، أو على مستوى معارضها الفنية «المرأة وقضايا المجتمع» (2008 ) و«المرأة المغربية: حضور وتألق» (2013). ومن الأسماء التي عملت عليها رهام، ثريا جبران، سعيدة شرف وسهيلة ريكي. وتوضح أن عملها هو بمثابة نضال فني، وتحاول من خلال ريشتها إيصال صوت المرأة المغربية المتواضعة بطريقة مختلفة عن الشعارات التي تطفو على السطح كلما اقتربت مناسبة اليوم العالمي للمرأة أو اليوم الوطني للمرأة المغربية، «وبمجرد مرور هاتين المناسبتين تعود الأمور إلى ما كانت عليه». وتعبر رهام عن غضبها ممن يقولون إن الكاريكاتور هدفه الإضحاك، «فهذه نظرة سطحية لا تنفذ إلى العمق. رسام الكاريكاتور ليس بهلواناً في سيرك هدفه انتزاع الضحكات من الزائرين والمشاهدين، بل يتطرق هذا الفن إلى قضايا السياسة والمجتمع، انطلاقاً من رؤية ساخرة، تنتقد الأوضاع بأسلوب فني وخطوط معبرة، تحمل بين طياتها رسالة واضحة ومحددة، لا رتوش فيها، تنتقد القبح، وتفضح كل الممارسات غير اللائقة أخلاقياً وسياسياً واجتماعياً». وتأسف لكون هذا الفن لا يلقى دعماً كافياً من الدولة، لأن وزارة الاتصال لم تخصص جائزة له ضمن الأشكال الصحافية، كالمقال والصورة الفوتوغرافية، في جائزة للصحافة السنوية. وتطالب الجهات المسؤولة بدعم كل مجهود يعطي المرأة المغربية حقها ويُظهر قيمتها، من أجل المساهمة في تنمية الوطن. وتلفت إلى الصعاب المهنية التي تواجهها، مشددة على ضرورة تغيير الصورة النمطية الموجودة لدى رؤساء تحرير الجرائد والمجلات في المغرب الذين يفضلون مع الرجال في هذا المجال.