جرفت السيول واديي بقران والمعدن الواقعين جنوبالطائف، والتي هطلت على المحافظة أخيراً، أشجار الرمان الخريفية، والعنب الصيفية إلى الماضي، إذ لم يتبق منها في الواديين سوى الأطلال. وتمثل قصيدة الشاعرة بشرى البستاني «العاصفة الهمجيةْ.. كنست كلَّ شوارع بيتي ..وتثنت كغصون البانِ ..انعطفت نحو البستانِ .. وغابت في أشجار الرّمانْ» حال المزارعين في تلك المناطق، إذ جردت السيول جميع المزروعات وأنهت الحصاد المتوقع منها، فضاعت عناقيد العنب التي عمل المزارعون أعواماً طويلة لتهيئة بنايات تنمو عليها أشجار العنب الخضراء، إذ لن يجني المزارعون حصاد العنب الصيفي المعتاد، وبخاصة مع اقتراب موعد الإجازة الصيفية التي تتباهى فيها محافظة الطائف بعنبها ورمانها. المزارع مبروك المولد (80 عاماً) قضى جل عمره مزارعا في حقول الرمان والعنب، إلا أن السيول دهمت مزارعه وجرفتها بعيداً، حتى إنها لم تترك له تربته الزراعية، إذ استبدلت بها تربة أخرى. ويصف المولد مزرعته «تحولت إلى أثر، إذ كانت في السابق تمد السوق بأنواع عدة من فاكهة الطائف»، لافتاً إلى أنه عمل على رعاية المزرعة أعواماً طويلة يمدها بالماء والسماد، إلا أنه خلال ساعات بسيطة لم تعد هناك مزرعة. ولا يختلف الأمر مع المزارع جميل الثبيتي الذي يحاول الحفاظ على مهنة المزارع التي هجرها الكثير بسبب تهديد السيول المستمر للمزارع بالزوال، إذ إنه فقد مزرعته بسبب السيول وأصبحت تحت التراب، كما أن جذور نباتاته الزراعية، إلا أنه مصر على البقاء في مهنة الزراعة، وسيعيد بناء مزرعة أخرى تبدأ من البذور، ولكنه هذه المرة سيتخذ التدابير اللازمة لدرء أخطار السيول. وحول انعكاس ما شهدته مزارع جنوبالطائف على أسعار الفاكهة التي تعتبر فترة الصيف سوقاً مربحة لها، أكد مدير فرع وزارة الزراعة في محافظة الطائف المهندس حمود الطويرقي ل «الحياة» أن قرى السيايل ومركزي السيلين الصغير والكبير ستغذي سوق الطائف وتحافظ على استقرار الأسعار، مبيناً أنه في حال وجود ارتفاع في أسعار الفواكه فسيكون ارتفاعاً نسبياً ومعقولاً، ولن تكون هناك ندرة في المنتجات التي تعرضت مزارعها للسيول. وأوضح المهندس الطويرقي أن إدارته نفذت جولة أمس، على قرى بقران والمعدن والسر، ورصدت الأضرار التي لحقت بالمزارع، لافتاً إلى أن لجنة الطوارق من الدفاع المدني والمحافظة ستعقد اجتماعها خلال الأيام المقبلة بخصوص حصر الأضرار وتقدير التعويضات.