يعتبر الأصوليون في إيران أن احتمال ترشّح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني لانتخابات الرئاسة المقررة في 14 حزيران (يونيو) المقبل، يشكّل تحدياً صعباً، خصوصاً أن صفوفهم مشتتة، إذ فشلوا في الاتفاق على مرشح واحد. وتُقسم مصادر، التيار الأصولي إلى أربعة اتجاهات: الأول يمثّل الأصوليين التقليديين المتمحورين حول «تجمع العلماء المناضلين» في طهران و»تجمع التدريسيين» في الحوزة الدينية في قم، والثاني محوره الأصوليون الجدد الممثلون ب «جمعية مضحّي الثورة الإسلامية» وجمعية «السائرون على خطى القيادة» اللتين ساندتا الرئيس محمود أحمدي نجاد، والثالث يتمثّل في الأصوليين المتشددين المنشقين عن نجاد، فيما يتشكّل الاتجاه الرابع من الأصوليين المتمسكين بالرئيس الإيراني. وتعتقد المصادر ان ترشيح رفشنجاني سيغيّر المعادلة بأكملها، خصوصاً أن الإصلاحيين لا يرغبون في تكرار تجربتي عامي 2005 و2009، حين امتنعوا عن مساندة ترشيح رفسنجاني، ولم يتفقوا على مرشح قوي قادر على مواجهة الأصوليين. وثمة اعتقاد بأن ترشّح رفسنجاني سيؤثر في التيار الأصولي، إذ هناك شخصيات في هذا التيار تتمنى خوضه السباق، اقتناعاً منها بقدرته على ترتيب الأوضاع الداخلية والخارجية. ويقود هذه الأوساط، «حزب مؤتلفة»، تحديداً زعيمه حبيب الله عسكر أولادي الذي تربطه علاقة خاصة بمرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي ومرجعيات دينية بارزة في «جمعية العلماء المناضلين» و»جمعية التدريسيين» في حوزة قم، علماً أن رفسنجاني ما زال عضواً في اللجنة المركزية ل «جمعية العلماء المناضلين»، وعلاقته قوية برئيسها محمد رضا مهدوي كني. ويرى المنظّر الأصولي أمير محبيان أن تعدّد المرشحين الأصوليين ظاهرة طبيعية ومشجعة، إن لم يشارك الإصلاحيون في الانتخابات، لكنه يعتبر أن تركيز الإصلاحيين على مرشح واحد، سيتيح لهم فرصة ذهبية، إذا تعدّد المرشحون الأصوليون. ويشير بذلك إلى تخوّف التيار الأصولي من إمكان ترشّح رفسنجاني. في السياق ذاته، قال المرشح علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي، إن رفسنجاني «أدى دوراً في أحداث الفتنة (الاحتجاجات التي تلت انتخابات 2009)، وعلى مَنْ يدّعي انضواءه في خطّ المرشد، أن يتخذ موقفاً من تلك الأحداث، ولكن يجب احترام هذه الشخصية». وحض على «مواجهة من اتخذ مواقف خاطئة ومنحرفة، في مقابل مواقف العلماء والمرشد». أما المرشح محمد رضا باهنر، نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان)، فاعتبر أن رفسنجاني «لم يؤدِ واجبه في أحداث الفتنة، والنظام والشعب وأصدقاؤه القدامى ينتظرون منه موقفاً واضحاً وشفافاً». وتعتقد أوساط بأن الضغوط الاقتصادية التي يعانيها الإيرانيون، لا تساعد المرشحين الأصوليين، ولو انتقدوا برامج حكومة نجاد، إذ ساندوا هذه الحكومة وبرامجها خلال السنوات الثماني الماضية.