في إطار الاستعدادات لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، عقدت ثلاث شخصيات إصلاحية لقاءً نادراً مع مرشد الجمهورية الإسلامية في ايران علي خامنئي، يُعتبر الأول منذ الاحتجاجات التي تلت انتخابات العام 2009. وأشارت مصادر إلى أن الاجتماع عُقد خلال الأيام الأخيرة، وضمّ النائب السابق مجيد أنصاري ووزير الصناعة السابق إسحق جهانكيري ووزير الداخلية السابق عبدالواحد موسوي لاري. وقال أنصاري، وهو عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام، إن أجواء اللقاء مناسبة و «تحدثنا عن قضايا عامة تهم البلاد»، نافياً التطرق إلى انتخابات الرئاسة. ورفض موسوي لاري التعليق على ما حصل في اللقاء، لكن الكاتب الإصلاحي عباس عبدي أشاد باجتماع الشخصيات الإصلاحية مع المرشد، لتحسين الوضع الداخلي، داعياً الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي إلى خطوة مشابهة، إذ اعتبر أن «الأوضاع التي تمرّ بها ايران ليست جيدة، ولا تخدم أي طرف». ورأى أن امتناع الإصلاحيين عن المشاركة في الحكم لا يفيد النظام السياسي «على رغم اعتقاد بعضهم بإمكان إزاحة أحزاب من الساحة السياسية». وحضّ الكاتب عبدي الإصلاحيين على عدم الانسحاب من الساحة، منبهاً إلى أن ذلك «لا يحقق أهدافهم في دعم المجتمع»، وداعياً إلى «تعميق» الخطاب السياسي مع المواطنين والنخب الفكرية والاجتماعية. ويأتي اللقاء مع المرشد، في وقت تنشط دوائر سياسية لوضع تصوّر لخوض الانتخابات، ورسم خريطة المرشحين، سواء في التيار المحافظ الحاكم أو التيار الإصلاحي. ولم تتّضح صورة المرشحين في شكل نهائي، على رغم إعلان شخصيات استعدادها للترشح، وبينها وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وسكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي ووزير التجارة السابق محمد شريعتمداري. لكن ثمة غموضاً حول المرشحين الذين سيساندهم الإصلاحيون، وتيار الرئيس محمود أحمدي نجاد. ويحتدم جدل حول إمكان ترشح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، إذ ترى أوساط في ذلك ضرورة لمعالجة المشكلات السياسية والاقتصادية التي تعاني منها ايران، بسبب خبرة رفسنجاني وكفاءته، داخلياً وخارجياً، خصوصاً أنه أعرب عن استعداده للترشح، إذا اقتضت ذلك المصلحة الوطنية. لكن مصادر تعتقد بأن رفسنجاني يربط ترشحه بموافقة المرشد، وتلقيه رسمياً طلباً في هذا الصدد، فيما تسعى جهات معارضة للرئيس السابق، إلى إفشال احتمال ترشحه، وممارسة ضغوط لإقناع المرشد برفض ذلك. ولفتت المصادر إلى أن مراجع دينية بارزة في مدينة قم ترحب بترشّح رفسنجاني، وقد تطلب من خامنئي دعوته إلى الترشح، لكنها استدركت أن ذلك «يتوقف على ما ستشهده الساحة خلال الشهرين المقبلين». أما الإصلاحيون فينقسمون بين مؤيد لخوض الانتخابات، ومعارض، استناداً إلى تجربتهم العام 2009، إذ يشترطون إزالة الظروف التي أوقفت نشاطهم السياسي، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2009. لكن مصادر ترى أن مجرد قبول المرشد لقاء شخصيات إصلاحية، يشير الى ان القيادة الإيرانية ترغب في ان تظهر ان الوضع الداخلي يتحسن، لتأمين أوسع مشاركة ممكنة في الانتخابات. ويقود رفسنجاني هذا الاتجاه، بالتعاون مع شخصيات محافظة، مثل زعيم حزب «مؤتلفة» الإسلامي أسد الله عسكر أولادي ورئيس مجلس الخبراء محمد رضا مهدوي كني. على رغم ذلك، ترجّح المصادر أن تشهد الانتخابات مفاجآت وتداعيات، وترى أن ايران مقبلة على «صيف ساخن».