لم تشهد المؤسسات الدينية الايرانية انقساماً في الموقف حول دعم المرشحين للرئاسة الايرانية، كما حصل في هذا الدورة الانتخابية. وفضلت «جمعية العلماء المناضلين – روحانيات» التي تدعم التيار الاصولي المحافظ، السكوت عن دعم اي مرشح هذه المرة، على رغم اعلان رئيسها الشيخ محمد رضا مهدوي كني دعمه الشخصي لنجاد. كما فشلت «الجمعية التدريسية في الحوزة العلمية» في قم في تحقيق اجماع على تأييد نجاد، كذلك على رغم تأييد امينها محمد يزدي للرئيس الايراني. ويذكر ان قرار دعم مرشح معين، يتطلب موافقة ثلثي الاعضاء في كلا المؤسستين، ما يجعل للتردد دلالات خصوصاً انه سابقة في ما يتعلق بنجاد. ويعتقد المراقبون ان عدم تأييد المؤسستين للرئيس، ينبع من تزايد الانتقادات الموجهه ضد حكومته، اضافة الي وجود اعضاء في تلك المؤسستين اعلنوا تأييدهم العلني للمرشح مير حسين موسوي. ويعتقد بعض اعضاء «روحانيات» ان الرئيس الايراني لم يتمكن من المحافظة على الاصولية في ايران، لا بل ساهم في تراجعها على المستوى الداخلي. وانتقد عضو جمعية التدريس في الحوزة العلمية اية الله جعفر كريمي بياناً صدر من الجمعية ورد فيه ان «غالبية اعضائها تؤيد نجاد». وقال كريمي ان الجمعية التدريسية لا يمكن ان تحتكر الولاية على الامة بدعمها مرشحاً دون آخر. واشار كريمي الى ان عدداً من اعضاء الجمعية يتفقون معه في الرأي امثال «السادة اميني ومحفوظي ومسعودي وعدد آخر من الاعضاء»، معرباً عن اعتقاده ان الزعيم الايراني الراحل الامام الخميني كان ليؤيد هذا الرأي. وكان احد اعضاء هذه الجمعية نشر لائحة من 19 اسماً قال عن اصحابها انهم يعارضون دعم نجاد. وكان سكرتير «روحانيات» محمد رضا مهدوي كني اعلن عدم حصول النصاب القانوني لتأييد نجاد، لكنه قال انه «سينتخبه لأنه الأصلح من بين المرشحين للرئاسة الايرانية». وتشير المعلومات الى ان من بين الاعضاء البارزين في «روحانيات» الذين لا يدعمون نجاد، الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وعلي اكبر ناطق نوري وحسن روحاني ومصطفى بور محمدي الذين فضلوا «صمت» الجماعة بدلا من اعلان عدم الموافقة. وابلغت مصادر قريبة من الجماعة «الحياة» ان ثلاثة آراء كانت مطروحة على الاعضاء وهي الإعلان عن «تأييد نجاد او عدم تأييده»، فيما كان الرأي الثالث هو اتخاذ موقف «الصمت السلبي» حياله. وقال العضو البارز في الجماعة محسن دعاكو ان «تردد اعضاء الجماعة في تأييد نجاد كان السبب في عدم حصول النصاب في هذا الشأن». ولم يستطع الرئيس الايراني كسب ولاء كبار مراجع الدين الموجودين في قم، مركز الحوزة الدينية في ايران، اذ تباينت الاراء والتوجهات حول المرشحين. في موازاة ذلك، ايّدت «جماعة العلماء المناضلين - روحانيون» الاصلاحية المرشح مير حسين موسوي وكذالك فعلت «جمعية التدريسيين» الاصلاحية في الحوزة العلمية. واتهمت اوساط مقربة من نجاد، رفسنجاني بالوقوف وراء عدم دعم المؤسسة الدينية للرئيس الحالي، فيما اتهمته بالعمل علي انجاح المرشح موسوي في الانتخابات الرئاسية.