نجا رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي أمس من محاولة اغتياله بتفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه في الطريق بين منزله في جنوبدمشق ومقر رئاسة مجلس الوزراء وسط المدينة. وواصلت قوات النظام قصفها الجوي لقرى بين دمشق ومنطقة القوات الدولية لفك الاشتباك (اندوف) في الجولان. وتجددت الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة قرب مطار دمشق الدولي شرق العاصمة وفي حي برزة شمالاً وسط استمرار «الحملة العسكرية» على داريا جنوبدمشق. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان «تفجيراً ارهابياً» وقع قرب حديقة ابن رشد في حي الفيلات الغربية في المزة في الطرف الجنوبيلدمشق، وانه استهدف موكب رئيس مجلس الوزراء الذي «لم يصب بأي أذى». وبث التلفزيون الحكومي بعد فترة قصيرة من وقوع الانفجار صوراً لمكان الانفجار وأشلاء ضحايا وجرحى، اضافة الى صور سيارات مشتعلة او متفحمة. كما بث لاحقاً صوراً للحلقي مترئساً اجتماعاً طارئاً للحكومة وتصريحات له بعد الاجتماع قال فيها ان «هذه التفجيرات الإرهابية دليل افلاس وإحباط المجموعات الإرهابية والقوى الداعمة لها بسبب بطولات وانتصارات الجيش العربي السوري في ملاحقته وسحقه لفلولها وإعادة بسط الأمن والأمان والاستقرار إلى ربوع وطننا الغالي، اضافة الى اصرار الشعب السوري على تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة الذي اطلقه الرئيس بشار الأسد باعتباره المخرج الوحيد والآمن من أجل اعادة عجلة البناء والإعمار والاستمرار في مسيرة التنمية الشاملة». ونقلت «سانا» عنه قوله ان التفجيرات «لن تزيدنا إلا تصميماً وثباتاً على المزيد من العمل والعطاء والبناء وإعادة الأمن والاستقرار». وقال وزير الإعلام عمران الزعبي ان محاولة استهداف الحلقي «تعبير واضح عن خيار البعض في رفض الحل السياسي». ونقلت «سانا» عنه انها «انعكاس لخيبة أمل الرافضين للحل السياسي من إنجاز اللجنة الوزارية تقدماً في المشاورات التي تجريها مع القوى السياسية والمجتمعية في الداخل والخارج لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري». وفيما دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة والنظام قرب مطار دمشق الدولي والقرى المجاورة شرق دمشق، كان طرف المدينة الشمالي يتعرض لقصف جوي، اذ قصفت طائرات حربية مناطق في حي برزة، بينما كانت القوات النظامية تشتبك مع مقاتلين من كتائب مقاتلة للمعارضة ل «السيطرة الكاملة» على الحي. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان اصوات اطلاق نار من رشاشات ثقيلة سمعت في حي الميدان في جنوب شرقي دمشق، لافتاً الى ان «الحملة العسكرية» للجيش النظامي استمرت امس على داريا الواقعة بين المزة والميدان، تحت غطاء من القصف الجوي من طائرات حربية وراجمات صواريخ. وتعرضت بلدة معضمية الشام المجاورة لقصف بالقذائف من القوات النظامية، ما سبب أضراراً مادية. وفي الدائرة الاوسع لدمشق، استهدفت الطائرات الحربية مناطق في مدينة زملكا في الغوطة الشرقية، أدت الى «اضرار في ممتلكات المواطنين وقتل رجل وسقوط جرحى». وسجلت امس اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضة في بلدة بيت جن بين دمشق وهضبة الجولان. وقال المرصد ان «قصفاً عنيفاً» طاول امس بلدة أوفانيا «وسط اشتباكات على أطراف البلدة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية» وبلدة جباتا الخشب قرب القنيطرة في الجولان. وفي حمص شنّت طائرات حربية غارات على قرى الريف الجنوبي، حيث قصفت قرى البويضة الشرقية وعش الورور وكمام، ما أدى الى «حدوث أضرار في ممتلكات المواطنين واحتراق للأراضي الزراعية ومنازل الأهالي وسقوط جرحى وقتلى» وفق المرصد. كما تعرض الحي الجنوبي لمدينة حماه المجاورة لقصف من قوات النظام، في وقت دارت اشتباكات في ريف المدينة وفي قرية الطليسية بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية. وفي مدينة حماة تستمر القوات النظامية منذ ايام بمحاصرة حي طريق حلب، مع منع دخول المواطنين للحي أو إدخال أية مواد إليه. وفي شمال غربي البلاد، قتل مقاتل معارض من بلدة معر شمارين في ريف ادلب في اشتباكات الكتائب المقاتلة مع القوات النظامية في قرية الطليسية في ريف حماه، في وقت قصفت قوات النظام المتمركزة قرب معمل القرميد قرية معردبسة ووادي الضيف قرب معرة النعمان. وفي حلب قتل معارض من السفيرة في اشتباكات مع القوات النظامية التي خرجت من مؤسسة معامل الدفاع شرقي المدينة الى بلدة خناصر، في وقت تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف من الطائرات الحربية الخاضع مع مطار كويريس الى حصار من المعارضة مع محاولات اقتحام. وقالت مصادر موالية ان طائرات مروحية تمكنت من تقديم امدادات غذائية لمقاتلي الجيش النظامي في المطارين. وفي غضون ذلك، استهدفت الكتائب المقاتلة مبنى قيادة مطار كويرس العسكري بعدد من القذائف. وفي داخل حلب، دهمت عناصر مسلحة من إحدى الكتائب المقاتلة، مقر محامي حلب الأحرار في حي الشعار، حيث طالبوهم بتسليمهم المقر، كما شهدت الأحياء الشرقية للمدينة انقطاعاً تاماً للمياه ناجماً من استهداف الأنبوب الرئيسي للمياه في حي قاضي عسكر، وفق المرصد. وأضاف: «لا تزال عشرات العائلات التي نزحت من مخيم الحندرات (بعد سيطرة المعارضة عليه قبل يومين)، تقضي يومها في العراء في ساحة جامعة حلب». وسقطت قذيفة هاون في شارع مزدحم في حي السليمانية الذي تسيطر عليه القوات النظامية، ما أدى الى سقوط جرحى. وفي شرق حلب، شن طيران حربي اكثر من ثماني غارات على محيط الفرقة 17، التي حاولت كتائب مقاتلة اقتحامها امس واشتبكت في شكل عنيف مع القوات النظامية وقتلت اربعة منهم. وقال المرصد ان قتلى سقطوا من الكتائب المقاتلة نتيجة القصف الجوي. وأشار الى ان شخصاً من قرية الطابية شامية قُتل في دير الزور شرق الرقة نتيجة قصف جوي. وتعرض حي الصناعة في دير الزور للقصف. وبين دير الزور والحدود التركية، انفجر لغم بعائلة على الحدود التركية- السورية عند قرية الخشيفية التابعة لمدينة الدرباسية في محافظة الحسكة، حيث كانت تحاول العائلة العبور إلى الأراضي التركية، ونجم عن ذلك قتل أربعة منهم وجرح آخرين. كما تعرضت الأحياء الغربية من مدينة تل تمر لرشقات من الرشاشات الثقيلة، حيث ردّت وحدات حماية الشعب التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي الكردي» على مصدر النيران. وقال المرصد ان انفجاراً وقع في محيط سجن الحسكة المركزي وأن قوات النظام لاحقت فندق رمسيس في المدينة وسقط جرحى من القوات النظامية. وفي جنوب سورية، قال المرصد ان الكتائب المقاتلة فجّرت امس معمل السيدي الغارية الغربية الذي كان مقراً للقوات النظامية، واستهدفت الكتائب المقاتلة المدينة الرياضية في قذائف الهاون حيث تتمركز فيها القوات النظامية في درعا. ولحظ تحليق للطيران المروحي فوق الملعب، كما نفذ الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في بلدتي جاسم وداعل، في وقت قصفت دبابات القوات النظامية بلدة الكتيبة. وأعلن عن قتل مواطن من حي المنشية تحت التعذيب على يد القوات النظامية بعد اعتقاله قبل أسبوعين. كما قُتل أربعة رجال وأُصيب اكثر من 20 بجراح نتيجة قصف مدفعي ومن طائرات حربية تعرضت له بلدة جاسم، وفق المرصد.