اغتالت مروحية حربية إسرائيلية قيادياً مسلحاً فلسطينياً وأصابت شخص آخر بجروح خطيرة في قصف استهدف دراجة نارية كانا يستقلانها غرب مدينة غزة أمس. وفي حين حملت الدولة العبرية المغدور هيثم المسحال مسؤولية إطلاق صواريخ على مدينة إيلات، نعى «مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس» المسحال في بيان وقال إنه «قائد» بارز «دك مواقع العدو بالصواريخ». وقال شهود إن المروحية قصفت الدراجة بصاروخين، فيما توغلت جرافات الاحتلال شرق مدينة غزة وجرفت أراضي زراعية تعود لمواطنيين هناك. وأشار الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إلى أن المسحال (29 سنة) هو «أحد العاملين في أمن مجمع الشفاء الطبي»، مشيراً إلى ان الانفجار أدى إلى بتر قدميه وإصابته بشظايا في جميع أنحاء جسده. وعملية الاغتيال هي الأولى منذ توصلت إسرائيل وحركة «حماس» برعاية مصرية إلى اتفاق تهدئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أنهى حرباً شنتها الدولة العبرية على القطاع وامتدت ثمانية أيام. وأصدر «مجلس شورى المجاهدين» بياناً تلقت «الحياة» نسخة منه «يحتسب عند الله القائد المقدام هيثم المسحال... رجلاً من رجال التوحيد، وليثاً من ليوث الجهاد». وأشار إلى أن المسحال وكنيته «أبو زياد» رحل «لم يكن يترك موطناً من مواطن الجهاد إلا وطار إليه يبتغي القتل مظانه». وأضاف: «ستفتقدك مواقع العدو التي ما كنت تتوانى يوماً عن دكها بالصواريخ لتقلب ليلها نهاراً ونهارها ناراً». ولفت إلى أن المسحال «كانت له مكانة مرموقة في كتائب القسام (الذراع العسكرية لحركة «حماس») لكنه قرر ترك القسام بعد دخول حماس في لعبة الديموقراطية وقبولها بتنحية الشريعة الإلهية، فواكب مسيرة إخوانه المجاهدين منذ سنوات... ونال نصيبه من الاعتقال والتعذيب في سجون الأمن الداخلي». وقالت وزارة الداخلية في حكومة «حماس» في بيان إنها «تطالب الأطراف المعنية كافة بإلزام الاحتلال بالتهدئة ووقف جرائمه بحق شعبنا»، مشددة على أنها «تؤكد أنها تتابع الأوضاع الميدانية عن كثب والأجهزة الأمنية تقوم بمهامها في حفظ الجبهة الداخلية وجاهزة للتعامل مع كل الظروف». وحملت «المسؤولية للاحتلال عن التصعيد الحاصل في قطاع غزة وخرق التهدئة». وقال الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم إن «التصعيد (الإسرائيلي) خطير ومتعمد، ويهدف إلى خلق أجواء متوترة مع القطاع للتغطية على كل ما يجري في مدينة القدس من تهويد واستيطان». وحمل الاحتلال «ما يترتب على هذا التصعيد المتعمد من تبعات»، معتبراً إياه «انتهاكاً خطيراً لبنود التهدئة التي رعتها مصر». وطالب مصر بإلزام اسرائيل ببنود تفاهمات التهدئة. وهددت فصائل فلسطينية بالرد على خرق إسرائيل للتهدئة. واعتبر الناطق باسم حركة «الجهاد الإسلامي» داوود شهاب أن «ما حدث اليوم هو عدوان سافر تحاول (إسرائيل) من خلاله اتخاذ الذرائع للتحضير لعدوان أشمل وأوسع على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة على وجه التحديد». في المقابل، اعتبر جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الشين بيت» في بيان نقلته وكالة «فرانس برس» أن المسحال «كان من الضالعين بالإرهاب ومن الخبراء في الأسلحة القتالية الأساسيين في القطاع... وعمل على صناعة وتحسين وسائل القتال وتركز عمله على صناعة الصواريخ والعبوات الناسفة، وتزويدها للمنظات المختلفة». وأشار إلى أن المغدور «ساعد بتزويد الاسلحة القتالية لمجلس شورى المجاهدين - اكناف بيت المقدس»، كما «كان متورطاً تعزيز ودعم تنفيذ الهجوم» على مدينة إيلات بالصواريخ من سيناء. وأكد أن «عملية التصفية جاءت كإجراء وقائي لمنع عمليات إرهابية مستقبلية من سيناء أو من قطاع غزة كان (المسحال) جهز بنية تحيتة لتنفيذها». ورأى أن «مسؤولي حركة حماس كانوا على علم ودراية بكل نشاطات المسحال، وامتنعوا عن ايقافها»، مشدداً على «مسؤولية حماس في منع تنفيذ أي هجوم أو التخطيط له من داخل قطاع غزة».