صعّدت اسرائيل من عدوانها على قطاع غزة ليل الجمعة - السبت وقتلت سبعة فلسطينيين، من بينهم طفل في الخامسة، بعد ساعات على نجاح مصر في إقناعها بالتزام التهدئة، لترتفع حصيلة الغارات الجوية منذ الخميس الى 15 شهيداً وأكثر من 50 جريحاً، بعضهم في حال الخطر. وتزامن التصعيد مع تحذير «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، من استمرار العدوان الاسرائيلي، وذلك قبل ساعات من اعلان تنظيم «قاعدي» عن أن مصر وصحراء سيناء «ستكونان عنوان المرحلة المقبلة» من الجهاد ضد الدولة العبرية. تحركات للتهدئة وتأتي هذه التطورات في وقت أجرى رئيس الحكومة التي تقودها «حماس» في القطاع اسماعيل هنية أول من أمس اتصالات هاتفية مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ومسؤولين مصريين وآخرين في الأممالمتحدة للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها على القطاع. كما أعلن السفير المصري لدى السلطة الفلسطينية ياسر عثمان أمس أن مصر تبذل جهوداً «لاستعادة التهدئة بين إسرائيل وقطاع غزة»، داعياً إسرائيل الى «وقف عدوانها لإعطاء فرصة للفصائل الفلسطينية لتثبيت التهدئة». وقال إن هذه الاتصالات تشهد تقدماً، مشيراً الى ان اسرائيل ابلغت الجانب المصري عدم رغبتها في التصعيد في القطاع. كما دعت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» الى «عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة ومنظمة التعاون الاسلامي على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ اجراءات ملموسة وتجاوز تصريحات الشجب والادانة، والقيام بكل ما من شأنه وقف المجزرة المدبرة والمحرقة الجديدة المتدحرجة في القطاع». تهديد جماعة «التوحيد والجهاد» الى ذلك، رحبت جماعة «التوحيد والجهاد»، وهي جماعة سلفية متشددة في غزة يُعتقد أنها مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، بهجوم ايلات وتوقعت المزيد من الهجمات. وقالت في بيان على الانترنت: «نبارك تلك السواعد المباركة التي دكت حصون العدو اليهودي الحاقد في ما يسمى بمنطقة إيلات جنوبفلسطينالمحتلة حيث مرغوا أنف اليهود في التراب وأذاقوهم الويلات في عقر دارهم، على رغم كل التحصينات والتدابير الأمنية الواهية». وأضافت أن «الهجوم يبعث لإسرائيل وحرس حدودهم في الجيش المصري رسالة واضحة مفادها أن أرض الكنانة وجبال الطور دخلت مرحلة جديدة ستكون من خلالها عنواناً، بإذن الله الواحد الأحد، في المرحلة القادمة من الصراع مع أعداء الله اليهود وذيولهم». جاء ذلك بعد ساعات على اعلان «كتائب القسام» أن «جرائم الاحتلال في حق القادة والمجاهدين وأبناء شعبنا لن تمر مرور الكرام»، محذرة اسرائيل «من التمادي في عدوانها على شعبنا وسفك دماء المواطنين الأبرياء لأن ذلك سيكون وبالاً على كيانهم وسيبدد أمن جيشها ومغتصبيها». ونعت الامين العام للجان المقاومة الشعبية كمال النيرب ورفاقه الذين اغتالتهم اسرائيل الخميس، معتبرة أن الاحتلال حاول من خلال اغتيالهم «تصدير أزمته الداخلية إلى قطاع غزة، ولفت الأنظار عن الأزمة التي يعيشها، وهشاشة نظرية أمنه التي طالما تغنى بها». ميدانياً في غضون ذلك، واصلت طائرات الاحتلال شن غاراتها على طول القطاع وعرضه، وقالت اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ في غزة إن 15 شهيداً سقطوا خلال اليومين الماضيين، بمن فيهم النيرب ورفاقه، في أكثر من 20 غارة، كما أصيب أكثر من 50 آخرين بجروح متفاوتة، من بينهم نحو 10 أطفال، ومثلهم من النساء، وعدد من كبار السن. وشنت طائرات الاحتلال سلسلة غارات أمس على مناطق متفرقة أسفرت عن اصابة عدد من المواطنين بجروح بين طفيفة وخطرة. فقبل منتصف ليل الجمعة - السبت، شنت طائرة غارة على غزة استهدفت دراجة نارية يقودها القيادي في الوحدة الصاروخية في «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الاسلامي»، معتز قريقع، ما ادى الى استشهاده ونجله اسلام وشقيقه الطبيب منذر. وقبلها بقليل، استهدفت طائرة استطلاع من دون طيار دراجة نارية قرب مدخل مخيم البريج للاجئين، ما أسفر عن استشهاد الشابين أنور اسليم (21 سنة)، وعماد ابو عبادة (21 سنة). في المقابل، واصلت الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة أمس اطلاق الصواريخ المحلية والروسية الصنع على بلدات ومواقع عسكرية اسرائيلية جنوب الدولة العبرية. وأعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين»، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، عن قصف مدينة عسقلان بصاروخين من طراز «غراد»، في وقت أعلنت وسائل إعلام عبرية إن إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة، وسبعة بالهلع نتيجة سقوط صاروخ على منزل في مدينة بئر السبع وسط صحراء النقب، فيما أصيب إسرائيليان بجروح طفيفة وعدد آخر بالهلع نتيجة سقوط قذائف هاون في مناطق متفرقة في النقب الغربي. وأطلقت «سرايا القدس» صاروخين من طراز «غراد» في مدينة «أشدود» (اسدود)، ما أسفر عن إصابة ثلاثة عمال فلسطينيين بجروح، وصفت إصابة أحدهم بأنها خطرة. وقالت السرايا انها أطلقتها منذ الجمعة 15 صاروخ «غراد» في «إطار الرد الأولي على العدوان الصهيوني المتواصل ضد قطاع غزة، وتأكيداً على المضي بخيار المقاومة والجهاد حتى تحرير كامل أراضينا». وأعلنت «ألوية الناصر صلاح الدين» أنها تمكنت من «قصف مدينة بئر السبع بصاروخ من طراز غراد»، و «قصف بلدة عزاتا في النقب الغربي بصاروخ من طراز ناصر»، ومدينة عسقلان بصاروخ «ناصر المطور». كما أعلنت جماعة «التوحيد والجهاد» أنها قصفت «مستوطنة كفار عزا (النقب الغرب) بصاروخ». بدورها، أعلنت «كتائب الشهيد أبو علي مصطفى»، الذراع العسكرية ل «الجبهة الشعبية» أنها أطلقت 12 صاروخاً اول من امس على بلدات ومواقع عسكرية اسرائيلية، من بينها مدينة عسقلان وبلدتي «يد مردخاي» و «عزاتا» وموقع كرم أبو سالم وغيرها. وقالت كتائب المقاومة الوطنية، الذراع العسكرية ل «الجبهة الديموقراطية» إن حصيلة عملياتها إطلاق أربعة صواريخ وقذيفتي هاون على مواقع عسكرية اسرائيلية.