وهكذا أسدل الستار على دوري المحترفين السعودي، والذي حمل اسم «دوري زين»، واختار الدوري فارساً جديداً له، هو فريق الفتح من الأحساء، لتعود بعد نحو ثلاثة عقود للمنطقة الشرقية بطولة الدوري، التي سُجل آخرها باسم فريق الاتفاق. وما أغرب كرة القدم، إذ جاءت الجولة الأخيرة لتجمع «آخر بطل وسفير للمنطقة الشرقية» مع «البطل الجديد»، وكأنها تريد أن تذكر الاتفاقيين بماضيهم البطولي وتزيد من جراحهم، وهكذا فعلت مباراة التتويج! فاز الفريق البطل على الفريق الذي كان بطلاً ولا غرابة في ذلك، إلا أن يكون الفوز بالأربعة وعلى ملعبك، ومن فريق من المنطقة ذاتها، فهنا أقول للاتفاق: «لقد فاض كرمك، وأنت كنت أحوج بالفوز من جارك!»، ليس لأن الفوز لو تحقق للاتفاق سيمنحه بطاقة التأهل إلى دوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة، بل لأن الاتفاق كان في حاجة إلى فوز على الفريق البطل، ليؤكد أنه «كبير» وإن تراجع، وفارس وإن ابتعد عن البطولات، لكن الفتح وجد فريقاً منهاراً، فضرب وأوجع وخرج الاتفاق من أبواب ملعبه ليترك لضيفه الاحتفال ببطولته المستحقة، ولتزفّ المنطقة الشرقية بطلها الجديد، الذي ربما ببطولته هذه يكوي بنار الغيرة أندية المنطقة الأخرى، مثل الاتفاق والنهضة والقادسية، ليسيروا على الطريق ذاته. وإذا كان الاتفاق قد أوجعته بطولة الفتح، لأنها زادت من آلامه وأشعرته بالحرج أمام جمهوره، فإن الفتح لم يحرج الاتفاق وحده، بل أحرج الأندية الكبيرة كافة، كالأهلي والنصر والاتحاد والهلال والشباب، وبدرجة أعلى الأهلي والنصر! على مدى تاريخها الرياضي الطويل، لم تنجب الأحساء نجوماً كباراً في كرة القدم، ولكنها أنجبت عقولاً، وخرّجت رجال أعمال كبار، وبهذه الخلطة «صُنع الفتح» وفي سنته الأولى حلّ ثالثاً في بطولة كأس الملك للأبطال، وصعد لاعبوه إلى «المقصورة الملكية»، وتسلموا الميداليات البرونزية من الملك حفظه الله. قلنا وقتها، إنها بطولة النفس القصير، وإنها حال من حالات «اللامنطق» التي تفاجئنا بها كرة القدم، وإن هذا الفريق وصل ب«ضربة حظ»، فماذا نحن قائلون اليوم للفتح، وكيف نعتذر منه، وهل يقبل اعتذارنا؟ ولا شكّ بأن أي مشروع لن يكتب له النجاح، إلا إذا وجد المقومات التي تساعده على تحقيق أهدافه، وهذا ما توصلت إليه رابطة دوري المحترفين في شراكتها مع شركة زين خلال السنوات الثلاث الماضية، ما انعكس على جوائز البطولة واحتفاليتها. وإذا كنا نودع شركة زين لانتهاء عقدها، فإننا نستقبل شريكاً آخر هو «جميل» عُرف عنه إسهاماته الرياضية والاجتماعية، ويكفي أن نذكر اسم «عبداللطيف جميل»، لنرى حجم النجاحات لهذه الشركة الرائدة في تجارة السيارات وغيرها. إن عبارات الشكر والتقدير تبقى قاصرة أمام هذا الدعم الذي تقدمه شركة عبداللطيف جميل للرياضة السعودية، وكرة القدم على وجه التحديد، وما دخولها لرعاية الدوري السعودي، إلا لقناعتها بأن الاستثمار في الرياضة هو طريق النجاح. وتلك رؤية مختلفة قادها بكل فكر واقتدار أحد كوادر هذه الشركة العملاقة وهو المدير التنفيذي لشركة عبداللطيف جميل، عادل عزت، بدأت منذ الموسم الماضي، وانتهت بشراكة وعقد كبير مع رابطة دوري المحترفين وصل إلى 120 مليون ريال في العام الواحد، ليحمل الدوري اسم «دوري عبداللطيف جميل للمحترفين». شكراً ل«زين»، وأهلاً ب«جميل». [email protected]