لا يكاد يمر يوم، دون أن تتبادل شبكات التواصل الاجتماعي، عن ضياع طفل في إحدى بلدات محافظة القطيف، وغالباً ما يرفق الخبر مع صورة. إلا أن بعض هذه الأخبار «قديمة»، وربما «مفبركة»، بحسب المسؤول عن خدمة «الجوال الإخباري» لنادي الترجي ماجد الشبركة، الذي ينسب إلى خدمته معظم هذه الأخبار. ويقول ل «الحياة»: «غالباً ما يتم نشر أخبار قديمة. وعلى المواطنين الالتفات إلى ذلك. وتصلني اتصالات، للتأكد من صحة الخبر. فنبلغ المتصل بأن الخبر قديم»، لافتاً إلى أن ذلك «يسبب البلبلة والقلق في أوساط المجتمع». وعلى رغم النفي، إلا أن الشبركة أقر بحدوث «حالتي ضياع لأطفال أسبوعياً». وأضاف «غالبية طلبات بث أخبار ضياع الأطفال التي تصلنا من ذويهم. وفيها أنهم لم يعودوا إلى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي. إلا أننا لا نستعجل نشر الخبر، إذ نشدد على أسرة الطفل بالبحث عنه في محيط العائلة والأصدقاء. وغالباً ما يكون موجوداً إما في منزل الجيران، أو أحد الأصدقاء، أو الأقارب»، منتقداً الأسرة المضيفة لأنها «تغفل جانباً مهماً، وهو التواصل مع أسرة الطفل، وإبلاغهم بأنه موجود معهم، فهم يرون أن الطفل جاء مصطحباً حقيبته المدرسية، أي أنه لم يعد إلى منزله، ما يسبب حالاً من الخوف والقلق على الطفل من قبل أسرته، إضافة إلى الإرباك الذي يجعلهم يجهلون من أين يشرعون في البحث». وأضاف «يتم إبلاغنا لاحقاً بأنهم وجدوا طفلهم، في أحد الأماكن التي أشرنا إليها، وفي إحدى المرات تلقيت خبر ضياع طفل من قبل والده. وقبل أن ننشر، علمنا أنهم وجدوه نائماً في سيارة معطلة أمام باب المنزل»، لافتاً إلى أن «البعض يتوجه لإبلاغ الشرطة عن فقدان الطفل، ولا يتم البحث إلا بعد مرور 24 ساعة، لاحتمال وجود الطفل بصحبة أحد أصدقائه. وهذا ما يحدث غالباً». بدوره، أوضح المتحدث باسم شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، أن «معدل بلاغات فقدان أو ضياع الأطفال طبيعي. والبحث عنهم لا يمثل في حد ذاته، حالة جنائية. وإنما يسجل ضمن الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الأجهزة الأمنية الميدانية». ولفت إلى أن تقديم مثل هذه الخدمات «مطلب وضرورة ملحة، للمساعدة في العثور على الأطفال، في حال ضياعهم، وبالعكس إرشاد الطفل الضائع الذي تم العثور عليه لذويه». وأضاف الرقيطي، «غالباً ما تكثر مثل تلك الحالات في أماكن الاحتفالات والمتنزهات العامة والمجمعات التجارية، وبخاصة في فترة الإجازات. ويحرص رجال الأمن التابعون للجهات الأمنية، أو رجل الأمن الخاص بالمنشأة، وكذلك دوريات أمانة المنطقة الشرقية، على تقديم الخدمة والمساعدة في وقتها، والبحث ميدانياً عن الأطفال، من دون الحاجة لتقديم بلاغ مُسجل بذلك، ما لم يتم العثور على الطفل في وقته، وبحسب ما تمليه الظروف والموقف، وبالتالي يتم إحالة المُبلغ إلى مركز الشرطة المعني، لتقديم بلاغ الفقدان رسمياً، لتشرع جهات التحقيق بإجراءات الضبط الجنائي في الواقعة».