يبحث فريق دولي من خبراء الأمراض في ظهور سلالة جديدة من أنفلونزا الطيور تصيب البشر وليس الطيور. وتتولى «منظمة الصحة العالمية» ولجنة تنظيم الأسرة والصحة الوطنية في الصين قيادة الفريق مع اختصاصيين من أستراليا وأوروبا وهونغ كونغ والولايات المتحدة. وقال ممثل المنظمة في الصين، مايكل أوليري، الذي أطلع صحافيين على العمل الميداني الذي يقوم به الفريق «إن هذه المهمة تشكل فرصة لخبراء الأنفلونزا الدوليين للتعلم من الموجودين في الخطوط الأمامية للأمراض حول اكتشافاتهم في شأن هذا الفيروس الجديد». وتوقع أوليري أن يقدم بعض الخبراء توصيات حول الوقاية والسيطرة على السلالة الجديدة التي عرفت باسم «إتش7 إن9». واعتبر أوليري أن البعثة «هي مثال ملموس للتعاون الدولي في العمل، كما تظهر مدى انفتاح الصين للبحث في هذه الحال». وأشار ممثل «منظمة الصحة العالمية» إلى أن السلطات الصحية الصينية أظهرت قدراتها في مواجهة حالات التفشي هذه، التي بدأت في نهاية آذار (مارس). إلا أن وجود الفريق الدولي لا يعني أي مستوى عالٍ من القلق إزاء خطورة الوضع أو قدرة الفيروس الجديد على أن يصبح خبيثاً ويسبب وباء. وتابع أوليري: «إننا لم نشهد عملية انتقال سهلة ومستدامة من إنسان إلى آخر، وهذا هو الوضع الذي ينبغي علينا أن نكون أكثر يقظة تجاهه». ولم يجرِ تحديد أصول «وخزانات» السلالة «إتش7 إن9» نظراً لأن الحالات ظهرت في شرق الصين. وعلى ما يبدو فهي لم تظهر في أسراب الطيور، كما كان الأمر في الحالات السابقة عند ظهور فيروس جديد. واختبر ما يزيد على 80 ألف طائر حتى الآن، ووُجد الفيروس في أقل من 40 منها، وفق «منظمة الصحة العالمية». وحتى الطيور التي أسفر اختبارها عن وجود الفيروس، فإنها لم تظهر أية علامات مرضية. وأضاف أوليري: «نظراً لهذا الوضع المختلف في الحيوانات، التي يفترض أنها مصدر العدوى، فإننا لا نزال غير متأكدين من مصدر المرض في البشر». واستناداً إلى المراكز الصينية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، تّم التثبت مختبرياً من 104 حالات إصابة بفيروس «إتش7 إن9»، نتج منها 21 حالة وفاة. وقد حدث «تجمع» حالات قليلة للمرض حيث نقل شخص مصاب الفيروس إلى فرد من أسرته كان يقدم له الرعاية. إلا أن مئات الأصدقاء الآخرين والجيران ومقدمي الرعاية الذين تعرضوا للمصابين، لم يصابوا بالمرض، وهذا هو الأساس الذي يؤدي إلى استنتاج أن الفيروس لم يتحول بعد كي ينتقل بسهولة بين البشر. وقدمت المراكز الصينية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها المعلومات الوراثية المتاحة لديها حول فيروس «إتش7 إن9» إلى فريق من الخبراء الأميركيين واليابانيين. وتوصّل تحليلهم، المدعوم من المعاهد الأميركية القومية للصحة، إلى احتمال وجود فيروسات مرتبطة بها يُحتمل أن يكون الفيروس «إتش7 إن9» قد تفرع منها. كما اكتشفوا أيضاً تحولاً جينياً يسمح بتكاثر الفيروس في الخلايا البشرية، ما يؤدي إلى عدوى تنتشر في أنحاء جسم الإنسان والحيوانات الثديية لكنها لا تحدث في الطيور. واستناداً إلى مدير المعهد القومي الأميركي للحساسية والأمراض المعدية، أنطوني فوسي، فإن هذه النظرة المتعمقة في التركيب الوراثي للفيروس «إتش7 إن9» تشكل أهمية في هذه المرحلة المبكرة. وأعلن فوسي، في بيان صادر عن المعاهد القومية للصحة، أن الوصول السريع للمعلومات الوراثية للفيروس عامل ضروري لفهم كيفية تطور الفيروس، وفي نهاية المطاف لأجل تطوير لقاح إذا كان ذلك مضموناً. وخلص فريق البحوث الأميركي - الياباني إلى أن من السابق لأوانه محاولة التنبؤ بما إذا كان فيروس «إتش7 إن9» يملك القدرة على التحول إلى شكل يمكن انتقاله بسهولة من إنسان إلى آخر عن طريق السعال أو العطس.