كرم معهد العالم العربي في باريس (بالتعاون مع مؤسسة غسان تويني) عميد الصحافة العربية واللبنانية الراحل غسان تويني الذي وصفه رئيس المعهد الوزير السابق جاك لانغ ب «الشخصية العربية الاستثنائية ذات السيرة الاستثنائية». وتحدث خلال التكريم الذي جرى مساء أول من أمس بحضور زوجة الراحل السيدة شاديا كل من السفير ناصيف حتي المتحدث باسم الجامعة العربية، والروائي العضو في الاكاديمية الفرنسية أمين معلوف، والوزير اللبناني السابق النائب مروان حمادة شقيق الشاعرة الراحلة ناديا تويني. وأهم ما جاء في كلمة حمادة المؤثرة حكاية تعرّف غسان على شقيقته ناديا في اثينا عندما كان نائباً شاباً يزور العاصمة اليونانية. هناك تعرف اليها عبر والدها السفير اللبناني في اليونان محمد علي حمادة، وسرعان ما بنيا زواجاً كان من الخروق الأولى الطائفية المترسخة في لبنان على رغم اعتراضات مشايخ العقل من جهة والاسقفيات الارثوذكسية من جهة اخرى. وتابع حمادة: «لكن غسان تجاوز هذه الحدود الى آفاق الفكر والصحافة المميزة والنيابة العابرة للمناطق والطوائف والاحزاب ثم الديبلوماسية المناضلة الناجحة، كما تجاوز مع ناديا التراجيديا العائلية بفضل ايمان دفعه دائماً الى الدفاع عن القضايا المحقة وفي مقدمها فلسطين، وعن استقلال لبنان المقرون بعروبة ثقافية عميقة وسريانية مسيحيي المشرق في نموذج فريد غير مكبل بالعقد الاقلوية». وعرض حمادة نبذات عن حياة تويني السياسية والديبلوماسية وقال انه «لم يدخل سجناً الا دفاعاً عن الحريات ولم يدخل سرايا الا رفضاً للحروب، فشارك الرئيس كميل شمعون وكمال جنبلاط في الجبهة الوطنية الاشتراكية ونسج القوة الثالثة مع العميد ريمون اده وجورج نقاش وتصدى للانزلاق الديكتاتوري، وشارك موسى الصدر صوم السلام في العاملية، وأطلق شعار «اتركوا شعبي يعيش» في الاممالمتحدة ووفر دعمه السياسي والثقافي لثورة الأرز التي استشهد من اجلها نجله جبران ثم غلّب غسان منطق الحوار على كل حقد وثأر». وكان ناصيف حتي روى ذكرياته بالعمل مع تويني في الاممالمتحدة في نيويورك وتحدث معلوف عن عمله في «النهار» مع «الأستاذ الكبير... وأحيا التكريم المؤرخ اللبناني جيرار خوري، وعرض فيلم وثائقي عن سيرة تويني في حضور شخصيات سياسية عربية وأجنبية.