عنونت يوم أمس صحيفة "النهار" اللبنانية التي تملكها عائلة غسان تويني الملقب ب"عملاق الصحافة العربية" على صفحتها الاولى "رحل... فجر النهار" وكتبت حفيدته رئيسة مجلس ادارة الصحيفة نايلة تويني: هكذا قبل صياح الديك، رحلت.. لن أرثيك اليوم ولن أبكيك.. فلا عبارات لدي تفيك بعض حقك.. أمامك وأنت سيد القلم، تسقط الحروف وتعجز الكلمات. ويعرف غسان تويني بأنه "عملاق الصحافة العربية" و"عميد الصحافة اللبنانية.. قال عنه الوزير السابق والنائب الحالي مروان حمادة: لقد غاب أحد آخر ابطال حرية التعبير في لبنان وفي العالم العربي.. مشيرا إلى أن تويني صنع من "النهار" الصحيفة المستقلة الكبرى في العالم العربي في وقت لم يكن أحد يجرؤ خارج لبنان على كتابة سطرين لا يمجدان الأنظمة الاستبدادية. وقد بدأ تويني عمله الصحافي وهو في أوائل العشرينات في جريدة النهار التي اسسها والده العام 1933م وما لبث أن دخل المجال السياسي وأصبح عضوا في البرلمان اللبناني وكان في الخامسة والعشرين من عمره.. وقد شغل مناصب وزارية مهمة، إذ كان مندوب لبنان الدائم في الاممالمتحدة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات في أوقات عصيبة تخللها خصوصا اجتياحان اسرائيليان.. وينظر اليه على نطاق واسع على انه "عراب" القرار 425 الصادر عن مجلس الامن الدولي في 1978م والذي دعا اسرائيل إلى الانسحاب من لبنان، الأمر الذي لم ينفذ حتى العام 2000م. وقال وزير الثقافة السابق طارق متري المقرب منه لفرانس برس: خسرنا شخصية مارست السياسة المترفعة عن النزاع على السلطة، والتي تتمحور حول الخير العام، السياسة التي يوجد بينها وبين الثقافة ارتباط حميم.. فلقد كان رجلا بهويات متعددة إلا أن ما يجعل منه رجلا مميزا هو قدرته على الانغماس كليا بكل دور لعبه وكل وظيفة قام بها. طبعت حياة غسان تويني الشخصية بمآس عدة، لدرجة وصف بأن قدره يشبه "ابطال التراجيديا الاغريقية" فقد توفيت ابنته نايلة وهي في السابعة بمرض السرطان، وما لبثت أن لحقت بها زوجته الشاعرة ناديا تويني بالمرض نفسه.. وبعد ذلك بسنوات، قضى نجله مكرم في حادث سيارة في فرنسا.. كما قتل نجله الصحافي والسياسي جبران تويني في عملية تفجير استهدفته في كانون الأول 2005م ليخسر آخر فرد من أفراد عائلته الصغيرة.. وقبل ثلاث سنوات، توقف تويني عن كتابة افتتاحيته في جريدة "النهار" بسبب العجز والمرض.. وله مؤلفات كثيرة أبرزها "اتركوا شعبي يعيش" وهو عنوان خطاب ألقاه في الأممالمتحدة خلال الحرب الأهلية اللبنانية 1975-1990 م و"حرب من أجل الآخرين".