تخطط شركة أرامكو السعودية، بحلول العام 2020، أن تكون استكملت انتقالها من مجرد شركة رائدة في الزيت والغاز، كما هو حالها الآن، إلى شركة طاقة وكيماويات عالمية متكاملة بالكامل، لها أعمال ضخمة تمتد في جميع أنحاء العالم. وترى أن ما تطمح أن نكون عليه مستقبلاً «سيسهل من توسع اقتصاد المملكة في شكل متنوع ودائم يتيح المجال أمام قطاع الطاقة السعودي للتنافس والازدهار». وبدأت «أرامكو» في تغيير استراتيجيتها، حيث دخلت في برنامج للتحول الاستراتيجي المتسارع تنتقل به إلى شركة عالمية في مجال الطاقة والصناعات الكيماوية المتكاملة، في مدة لا تتجاوز عقداً واحداً. وتؤكد أن أفضل وصف لرؤيتها للمستقبل «هو من خلال الأهداف الاستراتيجية للشركة في العام 2020: تشكيل مجموعة أعمالنا من خلال تأسيس منظومة عمل متكاملة في منتج مزيج الزيت الخام إلى جانب تطوير موارد الغاز غير التقليدي في المملكة ونصبح شركة رائدة عالمياً في المواد الكيماوية والتكرير»، وكذلك «مساندة المملكة في عملية بناء قطاع طاقة مزدهر من خلال تطوير اقتصاد فعال في استهلاك الطاقة وتطوير خيارات بديلة للطاقة واستحداث تقنيات متقدمة، وتقديم شركة تتمتع بالحيوية والمرونة والكفاءة لتحقيق التميز التشغيلي والموثوقية العالمية والأداء المأمون من خلال فعالية العمل المتطور واتخاذ القرارات الذكية وإجراءات وضع الموازنة وقياس الأداء المميز وتحسين طريقة العمل». وتضيف إليها «بناء القدرات والمعرفة والمهارات لتحسين عملياتنا وأنظمة اختيار وتطوير القيادة وتقييم الأداء والابتكار والأبحاث والتطوير. كما نتولى زمام المبادرة في تطوير اقتصاد يعتمد على المعرفة في السعودية». وتؤكد «أرامكو السعودية» أنها «استلهمت هذه الاستراتيجية في تعاطيها مع ثروتها البشرية، ولإيمانها بديمومة التغيير والبحث عن التطوير والمنافسة العالمية، ولفهمها لحاجات الأجيال الجديدة من موظفيها الذين يجددون الدماء كل يوم في دورة أعمالها». وطرحت تصوراً شاملاً لرحلة التغيير والتطور والتقدم التي تستهدف دعم الشبان والاستفادة من طاقاتهم وإمكاناتهم الفكرية وحماسهتم نحو بناء مستقبلهم ومستقبل أمتهم، حيث رصدت أربعة أركان استراتيجية لتحقيق هذا التغيير والأخذ بزمام التطور، وقالت: «لا تغيير يتم من دون الوصول إلى قلوب وعقول الناس، وإقناعهم بأهمية التغيير ليكونوا حملة رسالته». ورأت أن الركن الثاني يتمثل في بناء بيئة الابتكار والإبداع، لتفتح الباب أمام الأفكار الخلاقة على مصراعيه في كل ما يؤدّى من عمل. وأعربت عن إيمانها بأن الاهتمام بالأفكار الخلاقة التي تقود إلى التغيير المتسارع يستدعي وجود ركن ثالث وهو بناء رأس المال البشري وإيجاد فرص التدريب والتعلم لتتواكب المهارات مع متطلبات التغيير، وأنهت عقد أركان استراتيجية التغيير نحو الأفضل لجيل الشبان بركن رابع يحمل الأهمية نفسها، وهو متابعة التغيير واستقراء فاعليته وتأثيره بكل دقة وشفافية لإجراء التعديلات المناسبة أثناء رحلة التغيير الشاقة. نبذة عن «أرامكو» شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية)، هي شركة الزيت الوطنية للمملكة العربية السعودية، وتحتل المرتبة الأولى بين شركات النفط العالمية من حيث إنتاج الزيت الخام وتصديره، ومن حيث إنتاج سوائل الغاز الطبيعي وتصديرها، كما تعد إحدى الشركات الرائدة المنتجة للغاز الطبيعي. وتحتضن المملكة أكبر احتياط للنفط في العالم، إذ يزيد على 259.9 بليون برميل، أي ما يعادل ربع إجمالي الاحتياط العالمي، وتعد «أرامكو السعودية» شركة نفط متكاملة لها أعمالها في مجالات التنقيب والإنتاج والتكرير والتسويق والشحن الدولي. توظف «أرامكو» ما يزيد على 51.000 موظف، وتتخذ من مدينة الظهران في المنطقة الشرقية مقراً رئيسا لها، فيما تنتشر أعمالها في أنحاء المملكة كما تتصل مرافق الإنتاج وتوزيع المنتجات في جميع مناطق التسويق. تقع فرض التصدير الرئيسة التابعة للشركة على ساحل الخليج العربي والبحر الأحمر، فيما تتم تلبية الطلب المحلي على منتجات السيارات والطائرات من خلال المصافي التابعة للشركة. على الصعيد الدولي، تمتلك «أرامكو السعودية» وتستثمر حصصاً في مشاريع مشتركة رئيسة في مجال التكرير والتسويق في الولاياتالمتحدة الأميركية والفيليبين وكوريا واليابان والصين، كما تملك مكاتب لمساندة خدمات السوق الرئيسة في المدن الكبرى في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى، وتُشغّل «أرامكو السعودية» أسطولاً كبيراً من الناقلات الضخمة المخصصة لشحن الزيت الخام إضافة إلى سفن نقل المنتجات التي تخدم جميع قواعد العملاء. وتلتزم بالقيام بدورها إزاء تلبية حاجات الشعوب للوقود حول العالم لعقود عديدة قادمة، إذ إن لديها في الوقت الحاضر ستة مشاريع رئيسة لزيادة إنتاج الزيت الخام في مراحل مختلفة من التطوير، وستمكّن هذه المشاريع العملاقة الشركة من المحافظة على طاقة إنتاجية فائضة تراوح بين 1.5 و2 مليون برميل في اليوم زيادة على الإنتاج المتوقع، وذلك في إطار التزام المملكة بالمحافظة على استقرار الأسواق العالمية. وتعد زيادة قدرات الشركة في مجال اكتشاف الغاز الطبيعي وإنتاجه ومعالجته ونقله مؤشراً مهماً على دخولها الواثق إلى القرن ال21، حيث تؤدي الجهود الكبيرة لأعمال التنقيب عن احتياطات الغاز غير المرافق إضافة للمشاريع المكثفة لمناولة الإنتاج المتزايد إلى تلبية الطلب المحلي المتنامي على الغاز لتزويد المصانع بالوقود، كما يؤدي توفير اللقيم الكيماوي إلى دعم البنية الأساسية كتوليد الكهرباء وتحلية المياه. ونظراً إلى استمرار أعمال الشركة لأكثر من 75 عاماً، زادت أهميتها رسوخاً بين شركات إنتاج الزيت في العالم، وهي مهيأة في الوقت الحاضر للبناء على تلك المكانة المميزة لتبقى المصدر الثابت والمستقر للمواد الهيدروكربونية.