اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد خصومه الأصوليين بتدبير «مخطط» لتغيير نتيجة انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، فيما انتقد مرشحان أصوليان بارزان نفيه «المحرقة» النازية (هولوكوست) خلال الحرب العالمية الثانية، إذ اعتبرا أن ذلك أضرّ بطهران. وقال نجاد: «بعضهم يحيكون خططاً في شأن الانتخابات، ونقول لهم إن الشعب الإيراني سيحبطها». وأعرب عن ثقته بأن «50 مليون ناخب سيدلون بأصواتهم في الاقتراع»، وبأن «الرئيس المقبل سينال 30-40 مليون صوت، لتُظهر إيران قوتها أمام العالم». وحضّ على «المشاركة الواعية والشجاعة» في الانتخابات، ل «نحبط الإعلام المضلّل ونغيّر المشهد لمصلحة الشعب». وذكّر بأن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي دعا الجميع إلى المشاركة، قائلاً: «يجب ألا يمنع أحد أي شخص من تسمية مرشّح، وعلى الشعب أن يقرر مَن هو أفضل شخص لتولي الرئاسة». ويبدو أن نجاد يشير بذلك إلى تكهنات بأن مجلس صيانة الدستور سيرفض المصادقة على ترشيح أبرز مساعديه، اسفنديار رحيم مشائي، إذ يتهمه معسكر خامنئي بتزعّم «تيار منحرف» يسعى إلى تقويض نظام ولاية الفقيه. في المقابل، وجّه رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف والرئيس السابق لمجلس الشورى (البرلمان) غلام علي حداد عادل، انتقادات لنهج نجاد، خصوصاً في الملف النووي وقضية ال «هولوكوست». والاثنان مرشحان للرئاسة، ويشكّلان مع علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لخامنئي (مرشح أيضاً)، ائتلافاً ثلاثياً يسعى إلى طرح مرشح «وحدة» في التيار الأصولي. واعتبر قاليباف أن الملف النووي هو «ابرز قضية في السياسة الخارجية الإيرانية»، لكنه دعا إلى «التمييز بين الاستراتيجية والتكتيك» في الملف. وأشار إلى «تصريحات مثيرة للجدل، ولكن لا جدوى منها، وشعارات وعروض سدّدت ضربة لنا وأضعفت موقفنا الشرعي». ودعا إلى انتهاج «ديبلوماسية ذكية وعقلانية»، قائلاً في إشارة إلى تصريحات سابقة لنجاد: «اعتاد بعضهم القول إن العقوبات هي قصاصات ورق ممزقة، والآن يقولون إنها شلّت (ايران) وأنها سبب كل المشكلات». وتطرّق إلى نفي نجاد ال «هولوكوست»، متسائلاً: «إلى أين أخذتنا قضية الهولوكوست؟ لم نكن أبداً ضد اليهودية، فهي دين. نحن نناهض الصهيونية، وكنا أبرز مؤيدي فلسطين طيلة 30 سنة، ولكن بفضل حكمة الإمام الخميني وخامنئي، لم يتهمنا أحد بمعاداة السامية. وفجأة ومن دون اعتبار للنتائج والتداعيات، أُثيرت مسألة الهولوكوست. كيف أفاد ذلك الثورة (الإيرانية) أو الفلسطينيين؟». ورأى قاليباف أن نفي ال «هولوكوست» أصبح «ذريعة في ايدي ألدّ أعدائنا الصهاينة، وأضرّ بأهداف الفلسطينيين. نفي الهولوكوست ليس جزءاً من سياستنا الخارجية، وأضرّ بها كثيراً». وتطرّق إلى الحوار مع الولاياتالمتحدة، لافتاً إلى انه «لم يكن أبداً خطاً أحمر بالنسبة إلينا»، وزاد: «المفاوضات أداة، وسنتفاوض مع أميركا بالتأكيد، متى كان ذلك ضرورياً». أما حداد عادل، فشدد على أن «ما قاله نجاد عن الهولوكوست منح الصهاينة قضية يستغلّونها لإثارة ضجيج. لم تكن هناك حاجة لهذه التصريحات. عندما كنت في زيارات خارج إيران، بصفتي رئيساً للبرلمان، أدركت حجم الدعاية التي أثارها الصهاينة» في هذا الصدد.