ينشط الأصوليون المحافظون في إيران لتجميع طاقاتهم وتوحيد وجهات نظرهم، من أجل التمحور حول مرشح واحد في انتخابات الرئاسة المقررة في حزيران (يونيو) المقبل، للحؤول دون تشتّت أصواتهم. ويسعى الأصوليون إلى استباق أي تغييرات محتملة في الخريطة السياسية، وتحديداً إمكان خوض رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني المعركة، أو تقديم الإصلاحيين مرشحاً يحظى بقبول لدى الشارع الإيراني، أو اتفاق أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد، مع المستقلّين والإصلاحيين، على مساندة مرشح خارج إطار التيار الأصولي المحافظ. وفي هذا الإطار، أُعلن في طهران توسيع دائرة الائتلاف الذي يقوده محمد رضا باهنر، نائب رئيس مجلس الشورى (البرلمان)، ليشمل 15 عضواً، بينهم مرشحون للرئاسة، مثل محمد حسن أبوترابي فرد، وهو نائب آخر لرئيس البرلمان، ورئيس هيئة التفتيش المركزي مصطفى بورمحمدي، ووزير الخارجية السابق منوشهر متقي، ووزير التجارة السابق يحيي آل إسحق. وأُوكلت سكرتيرية الائتلاف إلى محمد حسين موسى بور، نائب وزير الداخلية سابقاً والذي أعلن أن الائتلاف الجديد أُسِّس بناءً على تنسيق بين جماعة العلماء المجاهدين وهيئة مدرّسي الحوزة الدينية في مدينة قم، مشيراً إلى أن 4 نيسان (أبريل) المقبل سيشهد طرح أسماء مرشحين للانتخابات. لكن عضو هيئة مدرّسي الحوزة عباس الكعبي نفى أن تكون الهيئة معنية بالائتلاف الجديد، مشيراً إلى أنها «لم تتخذ قراراً في شأن الانتخابات». كما نفى عضو اللجنة المركزية لجماعة العلماء المجاهدين جعفر شجوني ما أدلى به موسى بور، لكن الأخير أكد معلوماته، لافتاً إلى أنه سيشرح أهداف الائتلاف الجديد في الأيام المقبلة. وكان نصير نِكنجاد، وهو عضو في التيار الأصولي، ذكر أن آخر استطلاع رأي أُعِدّ في إيران، أظهر تفوّق الائتلاف الأصولي الثلاثي المؤلف من وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي، وهو مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، والرئيس السابق للبرلمان غلام علي حداد عادل، وهو أحد أبرز مستشاري المرشد، على ممثلين آخرين للتيار الأصولي، بنيله 60 في المئة من نيات التصويت. ودعا قاليباف مرشحين أصوليين آخرين، إلى الانضمام للائتلاف، شرط قبولهم الأسس التي حددها، وتحديداً ما يتّصل بانسحاب كل الساعين للرئاسة، لمصلحة مرشح واحد، وضرورة تمتع المرشحين ب «الخبرة، البرنامج، والفريق المساند». إلى ذلك، جدد سكرتير جبهة أنصار الإمام والقيادة الأصولية حبيب الله عسكر أولادي دعوته إلى معالجة قضية الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ شباط (فبراير) 2011، محذراً من إمكان حدوث مشكلات جديدة في الانتخابات، إن لم يُغلق هذا الملف. ويسعى عسكر أولادي إلى دمج الائتلاف الثلاثي مع الائتلاف الجديد، تحت غطاء جمعية العلماء المجاهدين وتجمّع مدرّسي الحوزة، لطرح مرشح أو أكثر، يحظى بقبولٍ لدى التيار الأصولي المحافظ. واعتبر أن المرشحين الأكثر قبولاً هم قاليباف وآل إسحق وحداد عادل ومتقي وولايتي وباهنر. ولم تتضح الصورة لدى الإصلاحيين، في الوقت الذي ما زالت هناك تكهنات عن ترشّح رفسنجاني أو الرئيس السابق محمد خاتمي.