سادت أجواء الغضب ودعوات إلى الانتقام مسيرة تشييع نحو 50 قتيلاً، سقطوا خلال اقتحام الجيش العراقي ساحة الاعتصام في بلدة الحويجة، فيما واصل مسلحون من العشائر في بلدات وقرى بيجي وتكريت وطوز خرماتو وسليمان بك والأنبار مهاجمة الجيش الذي استخدم الطائرات في قصف بعض القرى. وأسفرت مساعي سياسيين لنزع فتيل الأزمة عن تشكيل لجنة تحقيق وعدت باعتبار ضحايا الحويجة شهداء وبتعويض ذويهم، وصدرت بيانات من واشنطن وأنقرة والجامعة العربية تدعو إلى ضبط النفس. لكن الأزمة التي ترتب عليها إعلان العشائر في المدن السنية حمل السلاح انتقاماً لحادثة الحويجة ما زالت تتفاعل. وقتل امس ما لا يقل عن 15 جندياً ومسلحاً وجرح العشرات في مواجهات شهدتها بلدات سلمان بك في كركوك، وطوزخرماتو وبيجي في صلاح الدين، خصوصاً مع مسلحين تابعين لنائب الرئيس السابق عزة الدوري. وتعرضت ثلاث قرى لقصف جوي، ما اجبر سكانها على النزوح منها، فيما طالبت عشائر القوى العسكرية بالعودة إلى ثكناتها، وسط انتشار غير مسبوق للمسلحين في الشوارع وانسحاب الشرطة منها. وكانت حصيلة نهائية لأحداث الحويجة أكدت مقتل 50 شخصاً وجرح 110 آخرين نقل بعضهم إلى مستشفيات إقليم كردستان، فيما شارك الآلاف من أهالي كركوك في تشيع جثامين القتلى ورددوا شعارات تدعو إلى الانتقام مما سموه «الجيش الصفوي». وبدت محنة مقاتلي الجيش ورجال الشرطة من أبناء المناطق المنتفضة مضاعفة، فهم يواجهون أوامر بالتمسك بمواقعهم، فيما تضغط عليهم العشائر لتسليم أسلحتهم والالتحاق بالمسلحين. وقطع مسلحون طريقاً يربط بين مدينتي تكريت والحويجة لمنع تقدم أرتال الجيش إلى البلدة، فيما تقدمت أرتال أخرى قادمة من بغداد إلى المناطق المضطربة. وانطلقت دعوات في أوساط سياسية وعشائرية وثقافية إلى تشكيل إقليم سني لحل الأزمة المتفاقمة، لكن عشائر الأنبار التي تقود التظاهرات منذ اكثر من أربعة شهور أكدت رفضها هذه الدعوات، وطالب زعيم عشائر الدليم علي الحاتم باستقالة الحكومة، وهو مطلب رفعته امس «القائمة العراقية»، مشددة على ضرورة تقديم رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع سعدون الدليمي استقالتهما. لكن زعيم «العراقية» أياد علاوي رفض الاستقالة التي تقدم بها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وقال في بيان إن «القائمة قررت رفض استقالة نائب رئيس الوزراء الدكتور صالح المطلك من منصبه، وقررت تكليفه متابعة ملف الحويجة داخل الحكومة وتنفيذ مطالب المتظاهرين خلال سقف زمني لا يتجاوز الثلاثة أسابيع». من جهة أخرى، أعلنت الخارجية التركية في بيان امس أن «هواجسها بدأت تتزايد حيال مستقبل العراق عقب الأحداث التي شهدتها الحويجة»، ودعت بغداد إلى «التصرف بحكمة وروية تجاه التظاهرات السلمية، والإسراع بتعزيز السلم الداخلي والاستقرار والديموقراطية، بدلاً من الخطوات التصعيدية». وليل أمس قتل سبعة اشخاص على الاقل وأصيب 23 بجروح في انفجار سيارة مفخخة مساء في منطقة الحسينية في بغداد، بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية لوكالة «فرانس برس». وقال ضابط في الشرطة ان «سيارة مفخخة انفجرت في سوق لبيع اجهزة الهواتف الخليوية في الحسينية عند االسابعة مساء ما ادى الى مقتل سبعة اشخاص واصابة 23 بجروح». واكد مصدر طبي رسمي حصيلة الضحايا.