دانت محكمة جزائرية ستة متهمين بالإرهاب والتحريض على مشروع انفصالي في الجنوب الجزائري، وهم كانوا ضمن مجموعة محمد الأمين بن شنب زعيم «حركة أبناء الجنوب للعدالة الإسلامية» الذي قُتل في الإعتداء المسلح على منشأة «تيقنتورين» في عين أمناس بالجنوب في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأصدرت محكمة الجنايات بالجزائر العاصمة ليلة أول من أمس حكماً بالإعدام على مختار بلمختار زعيم جماعة «الموقعون بالدماء» التي نفذت هجوم تيقنتورين الشهير. وأصدرت الحكم نفسه على خمسة مسلحين آخرين بتهمة «الانضمام إلى جماعة إرهابية تنشط في الجنوب الجزائري ودول الساحل» و «المساس بأمن الدولة» والتورط في «التخطيط لاعتداءات في الجنوب الجزائري ومن بينها اعتداء تيقنتورين». وصدر حكم بالإعدام ضد الهامل علي وبوسنان فيصل وبن شنب يوسف وبن شنب محمد ومخلوفي نبيل ومختار بلمختار. كما نطق القاضي بأحكام تتراوح بين 5 و 13 سنة سجناً ضد ستة متهمين آخرين حضروا المحاكمة. وقال محققون أمنيون في الملف الذي أحيل على القضاء إن المجموعة متهمة بحيازة مواد متفجرة وتحويل ذخيرة وأسلحة حرب بهدف تنظيم اعتداءات إجرامية على التراب الوطني. ويتعلق الأمر بالجماعتين المسلحتين «طارق بن زياد» بقيادة عبدالحميد أبو زيد (واسمه الحقيقي غدير احمد) و «الملثمون» التي يقودها مختار بلمختار. وتعتقد أجهزة استخبارات في الساحل الافريقي أن القياديين قتلا في اشتباكات مع قوات جيش تشاد المدوم من الفرنسيين قبل أسابيع في شمال مالي. ونفى المتابعون وقائع الإرهاب المنسوبة إليهم عندما استجوبهم القاضي رئيس الجلسة. وقال أحدهم إن محمد الأمين بن شنب كان جاره في ورقلة وإنه يعرفه منذ سنوات طويلة «ولكن هذا لا يعني بالضرورة وجود علاقة بيني وبين نشاطه المسلح». فيما ذكر الدفاع في مرافعته أن ما ورد في قرار إحالة المتهمين على محكمة الجنايات بحاجة إلى أدلة إقناع، في إشارة إلى 13 طناً من «النترات» المستعملة في صناعة المتفجرات. وتقول تقارير الأجهزة الأمنية إنها عثرت على هذه الكمية في مخابئ تابعة للمتهمين أثناء تفكيك خلايا تشتغل لحساب جماعة مختار بلمختار وجماعة بن شنب. وقد أنكر أحد المتهمين تنقله إلى مدينة الخليل بمالي من أجل لقاء بلمختار وبن شنب وتلقي تكليف بتأمين مزرعة لإخفاء الأسلحة التي يتم تهريبها من مالي إلى صحراء الجزائر. كما نفى لعب دور الوساطة في تجنيد شباب ورقلة لفائدة أبناء «حركة أبناء الجنوب للعدالة الإسلامية» في الجنوب أو جماعة بلمختار.