أعلن الدرك الملكي الكندي (الشرطة الفيديرالية) إحباط اعتداء أعدّه شخصان غير مواطنين على علاقة بتنظيم «القاعدة»، واستهدف قطار ركاب يربط بين مدينتي تورونتو ونيويورك الأميركية، مشيراً إلى اعتقال المشبوهين في تورونتو ومونتريال. وشكل ذلك أول اتهام في كندا بتورط «القاعدة» بمخطط إرهابي، رغم أنه شكل مركزاً لتجنيد متطرفين إسلاميين، بينهم محمد علي دهوري المتهم بقيادة مجموعة من عناصر حركة الشباب الصومالية نفذت هجوماً في مقديشو في 14 الشهر الجاري أسفر عن 34 قتيلاً وعرّف الدرك الملكي المشبوهين بأنهما شهاب الصغير (30 سنة) المقيم في مونتريال ورائد جاسر (35 سنة) المقيم في تورونتو، مشيراً إلى أنهما «راقبا قطارات ركاب شركة فيا رايال العامة الكندية في تورونتو»، العاصمة الاقتصادية لكندا. ولم يوضح الجهاز متى دخل المشبوهان كندا، مكتفياً بإعلان أنهما يخضعان لمراقبة منذ آب (اغسطس) الماضي، وأرادا ب «أمر وإرشادات من تنظيم القاعدة في ايران، ولكن من دون دعم دولة ايران»، إخراج القطار عن سكته في تورونتو، في اطار مخطط «كان مازال في طور الإعداد، وليس هجوماً وشيكاً». ووصف وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي الاتهامات الكندية بتلقي المشبوهين أوامر من عناصر من «القاعدة» موجودين في إيران بأنها «سخيفة ومضحكة». وزاد: «القول بوجود قاعدة إيرانية بدعة سخيفة، وآمل في أن يعيد المسؤولون الكنديون التفكير قليلاً، وياخذوا في الاعتبار ذكاء السكان في المنطقة والرأي العام». وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست: «نعارض أي عمل إرهابي، والحكومة الكندية المتطرفة تنتهج سياسة معادية لنا عبر مواصلة موقفها العدائي تجاهنا»، علماً أن أوتاوا قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع طهران في ايلول (سبتمبر) 2012. ونقلت صحيفة «ناشيونال بوست» عن زملاء لصغير في المعهد الوطني للبحوث العلمية في فارين بكيبيك، حيث يعد منذ خريف 2010 دكتوراه في علوم الطاقة والمواد في مركز الطاقة والاتصالات اللاسلكية، قوله إنه «مولود في تونس»، فيما ابلغها أحد جيران جاسر أنه فلسطيني يحمل الجنسية الإماراتية. وأشارت إلى أن كليهما يملكان إقامة دائمة في كندا. وابلغ محامٍ من تورونتو صحيفة «غلوب أند مايل» أن أحد زبائنه، وهو إمام، أبلغ السلطات في شأن أحد المشبوهين بعدما رآه يلقي عظات على شبان، علماً أن الصغير رسم على سيرته في شبكة «لينكدين» المهنية العلم الذي يرمز إلى المقاتلين السلفيين، وهو باللون الأسود كتب عليه بالأبيض «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وأكد وزير الأمن العام الكندي فيك تويس، أن «اعتقال المشبوهين تدل على أن خطر الإرهاب ما زال حقيقياً على البلاد»، مشيداً بعمل الشرطة الكندية وجهاز الاستخبارات. كما شكر مساعدة مكتب التحقيقات الفيديرالية الأميركية (أف بي آي) في التحقيق، وتعاونه الذي أحبط المخطط. تحقيقات بوسطن وصرح ديفيد جاكوبسن، السفير الأميركي في أوتاوا، بأن «اعتقال المشبوهَين نتج من تعاون معمق تجاوز الحدود»، علماً أن الشرطة الكندية نفت أي علاقة للاعتقال باعتداء بوسطن شمال شرقي الولاياتالمتحدة في 15 الجاري، والذي أسفر عن 3 قتلى وحوالى 180 جريحاً، لكنها أقرّت بأن هذه الاعتداء سرّع تدخلها في التحقيق الذي بدأ في آب. وفي شأن التحقيقات باعتداء بوسطن، نقلت شبكة «سي أن أن» عن مصدر حكومي أميركي طلب عدم كشف اسمه، أن الشيشاني جوهر تسارناييف الذي يواجه عقوبة الإعدام بعد اتهامه رسمياً بتنفيذ الاعتداء، أكد أن أي مجموعة إرهابية دولية لم تشارك في التفجيرين. وقال المصدر إن «الاستجوابات الأولية لجوهر تسمح باعتباره مع شقيقه تيمورلانك، الذي قتل خلال مطاردة الخميس الماضي، جهاديَّيْن اعتنقا التطرف من تلقاء نفسيهما، خارج إطار أي منظمة». وأشارت «سي أن أن» أن جوهر (19 سنة)، المصاب بجروح والمحتجز في مستشفى ببوسطن، أبلغ المحققين أن شقيقه تيمورلانك (26 سنة) قاد الهجومين «رداً على هجمات على الإسلام». وتتضمن التهم التي وجهتها محكمة بوسطن الفيدرالية إلى الأميركي الشاب استخدام «أسلحة دمار شامل» أدت إلى سقوط قتلى، علماً أن جلسة المحاكمة الأولى تحددت في 30 أيار (مايو) المقبل. وقالت القاضية في البيان الاتهامي، إن «جوهر يقظ ويتمتع بكامل قواه العقلية»، مشيرة إلى أنه اكتفى بهز رأسه ب «لا» حين سألته إذا كان يستطيع تحمل نفقات محامٍ. ويعني توجيه تهمة إلى الشاب الشيشاني الأصل، أنه لن يعامَل باعتباره «مقاتلاً عدواً»، ولن يمثل بالتالي أمام محكمة عسكرية استثنائية، رغم ارتكابه أسوأ اعتداء على الأراضي الأميركية منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وفيما استجوب الكونغرس الأميركي أمس، كبار مسؤولي الأمن لمعرفة إذا كان «اف بي آي» أساء التعامل مع معلومات عن تيمورلانك، بعد تحذير روسيا قبل سنتين من احتمال أن يكون إسلامياً متشدداً، نقل السيناتور ليندسي غراهام عن مسؤولين في «اف بي اي» قولهم إن «موسكو لم ترد على طلبات لاحقة من واشنطن لتزويدها معلومات إضافية عن المشبوه، كما حصل خطأ في كتابة اسم تيمورلانك لا نعلم إذا تسبب به بنفسه أو شركة إيروفلوت الروسية للطيران». وزاد: «هذا مثال على حاجتنا إلى مزيد من التعاون». على صعيد آخر، أرجأت ادارة أمن وسائل النقل في الولاياتالمتحدة تطبيق تغيير مثير للجدل يسمح بإعادة حمل ركاب لسكاكين صغيرة على متن طائرات للمرة الأولى منذ 11 أيلول. وقوبل القرار، الذي أعلن في رسالة إلى موظفي الإدارة، بعد أسبوع من تفجيري بوسطن، بارتياح من جانب نقابات المضيفين الجويين التي تشن حملة قوية لإلغاء الخطة. اعتقالات في إسبانيا في إسبانيا، اعتقلت الشرطة الجزائري نوح مديوني والمغربي حسن الجوعاني في سرقسطة (شرق) ومورثيا (جنوبي)، للاشتباه في صلتهما بخلية تابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، اثر عملية مشتركة مع فرنسا والمغرب. وأشارت وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن أسلوب المشبوهين قريب من منفذي اعتداء بوسطن، و«يبدو أنهما تطرفا أخيراً من خلال مواقع إسلامية على الإنترنت، لكن لا علاقة لهما بالاعتداء». وأفادت الوزارة بأن «المديوني تردد على موقع إسلامي متطرف مشهور يستعمله قادة القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المتمركزون في مالي لتجنيد راغبين في الجهاد، وأنه تلقى بعد تجنيده تعليمات للالتحاق بمعسكر لتدريب إسلاميين في شمال مالي. ولكن الشرطة الدولية أحبطت المشروع، ما اضطره إلى العودة إلى إسبانيا، مبدياً إحباطه الكبير من عدم الاستشهاد كما أراد. أما الجوعاني، فاتصل مع قادة القاعدة في مالي المكلفين تجنيد ناشطين متطرفين في أوروبا». وتعود عملية التوقيف الأخيرة لعناصر من «القاعدة» في إسبانيا إلى الثاني من آب 2012، حين اعتقلت الشرطة في قادش (جنوب) ثلاثة إسلاميين متطرفين، هم شيشانيان وتركي، للاشتباه في إعدادهم لاعتداء في الداخل أو في مكان آخر بأوروبا». وتعرضت إسبانيا في 11 آذار (مارس) 2004 إلى اعتداءات دامية نفذها إسلاميون، واستهدفت قطارات في ضواحي مدريد وخلفت 191 قتيلاً.