في انتظار توجيه وزارة العدل الأميركية اتهاماً قضائياً للشاب الشيشاني الأصل جوهر تسارناييف، بتهمة تنفيذ تفجيري بوسطن في 15 الشهر الجاري، واللذين اسفرا عن 3 قتلى و176 جريحاً، اكد مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي أي) تعاون المشبوه المصاب في الحلق والساق مع المحققين عبر الرد خطياً على أسئلتهم وهز رأسه. تزامن ذلك مع اعلان انزور تسارناييف (والد جوهر وشقيقه تيمورلانك الذي قتلته الشرطة)، نيته التوجه الى الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع «سعياً الى الحقيقة والعدالة». كذلك كشفت تفاصيل جديدة عن كاترين راسيل، ارملة تيمورلانك، المتحدرة من عائلة أميركية في ولاية رود أيلاند، والتي اعتنقت الاسلام بعد زواجهما العام 2010. ويسعى مسؤولو الشرطة في بوسطن ومحققو «اف بي آي» الى استجواب جوهر (19 سنة) حول دوافع الاعتداء المزدوج واحتمال صلته بإرهابيين في الخارج، خصوصاً انفصاليي شمال القوقاز الروسي، وذلك قبل توجيه اتهامات اليه ومنحه حق الترافع قضائياً وتعيين محامٍ له. وأبدت الشرطة قناعتها بأن جوهر وتيمورلانك تحركا «بمفردهما»، لكن التحقيق يهدف الى معرفة إذا كانا تلقيا تدريبات على استخدام متفجرات داخل الولاياتالمتحدة أو خارجها. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» ان الشقيقين خططا بعد سرقتهما سيارة الخميس الماضي، للذهاب الى نيويورك، وفي حوزتهما مواد متفجرة وأسلحة متطورة، أضطرا الى استخدامها خلال مطاردة الشرطة لهما، والتي أدت الى مقتل تيمورلانك، العقل المدبر المرجح لتفجيري بوسطن باعتباره أكثر تطرفاً من شقيقه الأصغر. اما صحيفة «بوسطن غلوب» فأفادت بأن تيمورلانك الذي أمضى ستة شهور في داغستان والشيشان العام الماضي، تشاجر مع مسلمين أميركيين في مسجد بالولاية بسبب افكار متطرفة، حذرت السلطات الروسية ال «اف بي آي» منها عام 2011، ولكن من دون ان يؤدي ذلك الى اتخاذ اجراءت ضده، ما دفع اعضاء في الكونغرس بينهم الجمهوريان مايكل ماكول وبيتر كينف الى انتقاد «الفشل الاستخباراتي» ل «اف بي آي» في احباط اعتداء بوسطن، والمطالبة بمراجعة شاملة لإجراءات تعقب «متطرفين» داخل الولاياتالمتحدة. وتحاول «اف بي آي» الوصول الى ارملة تيمورلانك الأميركية راسيل التي عيّنت محامياً أوضح أنها لم تعرف بالمخطط، واكتشفت من التقارير الاخبارية تورط زوجها ومقتله. وأظهرت صور على الانترنت لراسيل رشيقة وحسنة المظهر، وتمارس رياضة الملاكمة مع زوجها الراحل، وصور أخرى وهي تغطي رأسها وتبدو بمظهر أكثر تحفظاً. وأفيد بأن راسيل تحجبت بطلب زوجها وأوقفت دراستها الجامعية. وأشار زميل لجوهر في جامعة كامبريدج أن المتهم حضر الحصص غداة اعتداء بوسطن، وتحدث في شكل عادي عن التفجير، قبل أن يجلس بعيداً ويستمع الى تسجيلات موسيقية على جهاز «أي بود». وتحاول الشرطة تعقب مصادر الأسلحة التي امتلكها الشقيقان وشملت خمسة أنابيب متفجرة وأربعة أسلحة نارية ورشاش «أم 4» يستخدمه جنود اميركيون في افغانستان. وباعتبار ان الشقيقين لا يملكان رخصة لاقتناء سلاح، يحتمل أنهما اشتريا اسلحتهما داخل الولاياتالمتحدة.