نفذت المحافظات السنية في العراق امس إضراباً عاماً شمل إغلاق المحلات التجارية والدوائر الرسمية، في خطوة تصعيدية احتجاجاً على ما سموه التجاهل الحكومي لمطالبهم، وسط إجراءات أمنية مشددة. جاء ذلك في حين دخلت الأممالمتحدة والبرلمان العراقي على خط الأزمة، فيما تحاصر قوات أمنية «ميدان الحق» في سامراء وتعتقل أربعة معتصمين. وشهدت الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى إغلاقاً تاماً، تلبية لدعوات قادة التظاهرات ونداءات من خلال المآذن. وقال الناطق باسم لجان التنسيق في الرمادي سعيد اللافي في اتصال مع «الحياة» امس، إن «العصيان المدني دخل حيز التنفيذ وسيستمر 24 ساعة»، ولفت إلى أن «كل المؤسسات الحكومية والجامعات التزمت الإضراب». وأوضح أن «المتظاهرين سيصعدون موقفهم أكثر في حال استمرار التجاهل الحكومي لمطالبهم»، وحذر قوات الجيش والشرطة من التصادم مع المعتصمين. وأشار إلى أن «الحكومة راهنت على عامل الوقت لتحجيم الاعتصامات وفشلت في تحقيق هدفها، وسنلجأ إلى خيارات تصعيدية في حال استمرارها باتهام المتظاهرين بالإرهاب وتجاهل مطالبهم». وأوضح أن «الشباب الغاضب في ساحات الاعتصام قد ينفد صبره في أي وقت، ونطالب الحكومة بالإسراع في وقف الاعتقالات والتمييز ضد أهل السنة وتلبية كل مطالبهم من دون استثناءات». وفي الموصل، أفاد الناشط في تظاهرات ساحة «الأحرار» وسط المدينة أحمد القيسي «الحياة»، أن «غالبية المحلات التجارية والدوائر الرسمية أغلقت أبوابها تلبية لدعوة الإضراب العام في المحافظات المنتفضة». وأشار إلى أن «الآلاف تجمعوا امس في ساحة الأحرار ورفعوا شعارات تنتقد الحكومة وتطالب بإصلاح العملية السياسية»، وأوضح أن «الإضراب العام سيستمر 24 ساعة»، ورجح تنظيم إضرابات في المستقبل. وفي مدينة سامراء التابعة لمحافظة صلاح الدين، حاصرت قوات الأمن ساحة الاعتصام الرئيسية في المدينة، ومنعت التنقل بين أحياء القضاء بالتزامن مع إضراب عام نفذته المحافظة بالتنسيق مع باقي المحافظات. وقال الناطق باسم المعتصمين ناجح الميزان، إن «قوة من الشرطة والجيش تابعة لعمليات سامراء شددت إجراءاتها الأمنية ظهر اليوم (امس) في محيط ميدان الاعتصام واعتقلت أربعة من المعتصمين»، مبيناً أن «القوة لم توضح أسباب الاعتقال». واتهم الميزان القوات الحكومية ب «ممارسة الضغط على المعتصمين كي يعودوا إلى منازلهم، عبر منعهم من الوصول إلى الميدان»، مؤكداً: «سنواصل الاعتصام حتى تتحقق المطالب». وفي ديالى، شهدت المدن الرئيسية إضراباً بسيطاً اقتصر على عدد من المناطق، فيما اتخذت قوات الأمن منذ فجر أمس إجراءات مشددة في المدينة التي يسكنها خليط من السنة والشيعة. إلى ذلك، دخلت الأممالمتحدة والبرلمان العراقي على خط أزمة محاصرة محتجين في قضاء الحويجة، جنوب محافظة كركوك منذ الجمعة الماضي. وقال عضو لجنة التنسيق أكرم العبيدي في اتصال مع «الحياة» امس، إن «وفداً أممياً وصل إلى الميدنة صباح اليوم (امس) ثم وفد برلماني أجرى فور وصوله اجتماعاً مع قائد القوة البرية للجيش العراقي الفريق علي غيدان». وأضاف أن «الاجتماع أثمر عدول قوات الجيش عن تهديدها باقتحام 5 آلاف معتصم محاصرين منذ الجمعة الماضي»، وأوضح أن «المتظاهرين سلموا بعض الأسلحة إلى قوات الجيش»، ولفت إلى أن «مندسين وراء إدخال السلاح»، وأكد «اتفاق تهدئة مع قوات الجيش وإدخال الطعام إلى الساحة».