أعلن المتظاهرون في المحافظات السنّية العراقية الخمس تنظيم اضراب عام الاثنين المقبل، رداً على ما اعتبروه تجاهل الحكومة لمطالبهم واستمرار قوات الأمن بانتهاك حقوقهم، وهددوا ب «خيارات اخرى». وتواصلت امس التظاهرات في محافظات الانبار والموصل وتكريت وديالى وكركوك للشهر الرابع على التوالي، واستقطبت الآلاف، على رغم الاجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها قوات الجيش والشرطة استعداداً لانتخابات مجالس المحافظات المقررة اليوم. في الرمادي التابعة لمحافظة الانبار، قال الناطق باسم المعتصمين في المدينة قصي الزين إن «المعتصمين لن يتخلوا عن امكانهم ومواضعهم واسلامهم»، وأضاف ان «الاثنين المقبل سيكون يوم اضراب في المحافظات المنتفضة». وحذر الحكومة «من الاستهتار بالمعتصمين ومن خيارات اخرى في حال عدم استجابتها مطالبهم». إلى ذلك، قال رئيس مؤتمر «صحوة العراق» أحمد ابو ريشة في بيان ألقاه في ساحة الاعتصام إن «خطاب التشدد والشحن الطائفي والعدائي من قبل المالكي (رئيس الحكومة) لكل ما هو وطني وتهديده المحافظات المنتفضة، ينذر بكل المخاطر التي يذهب اليها المالكي ورهطه». وأوضح أن «ساحات الاعتصام التي تطالب بوحدة العراق وحقوق المكون السني هي اشرف من منصات الدعاية الانتخابية والوعود الكاذبة للجماهير الصابرة». وأضاف أن «صبر ساحات الاعتصام ما زال يتسم بالحكمة والعقل والمطالبة بالحلول وتحقيق المطالب واسترجاع الحقوق بطرق سلمية على رغم أن المحافظة تمثل اساس المقاومة الوطنية». وفي الفلوجة، قال امام وخطيب الجمعة في ساحة الإعتصام الشيخ خميس الحلبوسي: «كنا نظن بأن الحكومة الاتحادية ستستجيب مطالبنا الا انها اظهرت عداءها للمتظاهرين وهي تكيل بمكيالين تجاه ما يشهده البلد من احداث». ولفت الى ان «الحكومة لا تستطيع تحمل المسؤولية تجاه شعبها من خلال اطلاق تصريحات التهديد والوعيد»، ولفت الى ان «القوات الامنية مطالبة بالتعامل بمهنية مع الموقوفين وعدم اغلاق نقاط التفتيش في وجة الذين يرومون اداء صلاة الجمعة في ساحات الاعتصام». واتهم الحلبوسي مكاتب مكافحة الارهاب في الانبار والمحافظات الاخرى باستغلال المعتقلين ودعا «الجميع الى محاربة هذه التصرفات وإحالة المتورطين على القضاء»، وأشاد بدور قوات الشرطة وباقي صنوف الاجهزة الامنية بتوفير الحماية اللازمة لساحات الاعتصام. وأعلن الشيخ مصطفى الكربولي ان «المحافظات المعتصمة ستعلن الاضراب العام الاثنين المقبل»، وأوضح ان «مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي حرم التطوع في الصحوة الجديدة لانه محاولة لشق الصف بين ابناء الشعب وفتنة يراد منها الاقتتال وخلق توترات امنية لمآرب سياسية». في سامراء حمل خطيب ساحة «ميدان الحق» في المدينة سمير السامرائي، المالكي وبعض الوزراء مسؤولية التفجيرات «التي استهدفت أهل السنة في العامرية وديالى وقتل المتظاهرين في الفلوجة والموصل». ووصف السامرائي رئيس الوزراء والوزراء ب «الكذابين»، ودعا المحافظات المتنفضة إلى إضراب عام الاثنين المقبل، وطالب الناخبين ب «المشاركة الفعالة في الانتخابات من أجل إحداث التغيير». وأكد الاستمرار في التظاهر السلمي واعتبر ذلك «يغيظ الحكومة التي بدات تصفنا مرة بالمتآمرين ومرة بالمأجورين ومرة بان وراءنا اجندات خارجية». وفي محافظة الموصل توافد آلاف الأهالي الى ساحة الاحرار، واعلنوا استمرارهم في التظاهرات السلمية ورفضهم الشعارات الطائفية. وهاجم خطيب جمعة ساحة الاحرار في الموصل، الشيخ حسن عبد الله المتفاوضين مع الحكومة، واكد انهم «يحاولون اخذ مكاسب باسم المتظاهرين»، وقال «لا تراجع فقد بلغ السيل الزبى».