في الرابع من آذار (مارس) 2013، وصل إلى العراق رئيس وزراء مصر الإخواني هشام قنديل في زيارة عمل مصحوباً بعدد من الوزراء المتخصصين في المجال الاقتصادي و60 رجل أعمال مصرياً. وفي المؤتمر الصحافي المشترك الذي جرى بعد ساعات من وصول رئيس وزراء مصر، تحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن مشروع لمَد أنبوب ينقل النفط الخام العراقي الى مصر «لتكريرهِ» وليس لتصديرهِ إلى المُشترين (مثلما يحصل مع أنبوب النفط العراقي التركي) وهناك فرق كبير جداً بين العمليتين، من النواحي التجارية طبعاً. وفي الواقع، هذا الأنبوب هو نفسه الذي سيتم من خلالهِ تزويد الأردن بالنفط. لكن الأمر الغريب هو أنه لا توجد في مصر مصافي نفط حديثة أو ذات طاقة إنتاجية كبيرة بحيث تزيد عن حاجة مصر، لأنها دولة ليست نفطية بالدرجة الاولى، ما يستدعي طرح السؤالين الآتيين: لماذا إذاً سيتم ضخ النفط العراقي الخام إلى مصر كي يتم تكريره هناك؟ وماذا سيستفيد العراق من هذه العملية؟ رداً على السؤال الأول أقول: معروف للجميع أن مصر هي المُصدّر الأول للمحروقات إلى كل من إسرائيل والأردن، ولهذا أستطيع أن أقول بكل ثقة إن مصر (بقيادة الإخوان) ستكرر النفط العراقي كي تصدره في ما بعد إلى إسرائيل، ومن ثم ستستفيد مصر«مادياً»! وقبل الإجابة على السؤال الثاني، أطرح مجموعة أسئلة: - كيف حصل هذا الاتفاق المهم بين العراق (المحكوم من حزب متعصّب) ومصر [المحكومة من حزب متعصّب)؟ - لماذا حصل هذا الاتفاق الهام الآن بالذات؟ -السؤال الأهم: لماذا (وكيف) سمحت إيران الآن للمالكي بأن يعقد اتفاقاً استراتيجياً مع أكبر دولة عربية (مصر) وهي التي خرّبت علاقات العراق مع كل محيطهِ العربي؟ كلنا نعرف أن العلاقة بين العراق ومصر ساءت جداً بعد أن دفعت مصر حياة سفيرها في العراق ثمناً لمحاولة التقرّب التي بذلتها عام 2005، لأن إيران لم تكن لتسمح ببناء علاقات جيدة بين العراق الجديد وبين إخوانه العرب. الجواب على هذه الأسئلة يكمن في زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الأخيرة إلى مصر، ففي القمة الإسلامية الأخيرة طلبت حكومة «الإخوان» في مصر مساعدة مالية إيرانية بعد تردد صندوق النقد الدولي في منح مصر القرض الذي طلبته، ووقوف الولاياتالمتحدة موقف المتفرج على الأحوال المُستعرة في مصر. لكل هذا أعلاه، طلب أحمدي نجاد من الرئيس المصري أن يرسل رئيس وزرائه إلى بغداد كي يأخذ نفطاً خاماً تكرره مصر، لأن أحمدي نجاد سيأمر بغداد بمنح مصر نفطاً ومن خلاله تستفيد! فكما يعلم الجميع عراق اليوم هو محافظة إيرانية.