شكّلت قضايا المصالحة الوطنية وملف الأسرى ومشاريع إعمار غزة وانعكاسات الوضع العربي على القضية الفلسطينية أبرز العناوين في اجتماعات المكتب السياسي لحركة «حماس» التي بدأت في قطر اول من امس وتختتم اليوم. وتأتي هذه الاجتماعات قبل ايام من توجه وفد وزاري عربي الى واشنطن نهاية الشهر لينقل الى الادارة الاميركية مستجدات الموقف العربي في شأن القضية الفلسطينية ومبادرة السلام العربية. ورأت مصادر فلسطينية مطلعة تحدثت الى «الحياة» أن اجتماعات «حماس» برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، وبحضور اسماعيل هنية للمرة الأولى في الاجتماعات بصفته نائباً لرئيس المكتب السياسي، «مهمة» في دلالاتها اذ «تجيء بعد الانتخابات الداخلية التي تمت في القاهرة (أخيراً) وأسفرت عن التجديد لمشعل رئيساً للمكتب السياسي لدورة رابعة، بعد قراره التنحي وعدم الترشح قبل أن يتراجع بسبب الضغوط من قيادات الحركة في الداخل والخارج والتي طالبته بالاستمرار بدوره على رأس الحركة، خصوصاً أن القانون الأساسي للحركة يتيح له إعادة الترشح». وقالت المصادر ان «اجتماع الدوحة يناقش على مدى ثلاثة أيام ملفات سياسية وتنظيمية عدة، منها ملف المصالحة الفلسطينية، خصوصاً في ضوء الدعوة التي وجّهها أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لعقد قمة عربية مصغرة برئاسة مصر وحضور حركتي فتح وحماس لتسريع جهود إنهاء الانقسام وتنفيذ اتفاقات المصالحة الفلسطينية في القاهرة». وشددت المصادر على أن «قيادة حماس موحدة في موقفها تجاه المصالحة»، متوقعة «انطلاقة في هذا الملف وإنجازه قريباً». وأوضحت أن ملف الأسرى بكل تفاصيله يعد أحد أهم الملفات على جدول أعمال المكتب السياسي، خصوصاً الأسرى المضربين عن الطعام، وأولئك الذين أعادت سلطات الاحتلال اعتقالهم منتهكة اتفاق تبادل الأسرى». وأكد أن «حماس تتابع من خلال الراعي المصري الانتهاكات الإسرائيلية وتعمل على وضع حد لها». وفيما قالت المصادر ان «من المقرر أن تتناول اجتماعات حماس الأولويات السياسية والحركية في المرحلة الجديدة»، لفتت الى أن «خمسة عشر عضواً من أعضاء المكتب السياسي لحماس وآخرين يشاركون في الاجتماعات القيادية بعد تجديد الثقة بأعضاء المكتب السياسي في الانتخابات الأخيرة، ويشارك في الاجتماعات هنية الذي انتخب نائباً لمشعل، والدكتور موسى أبو مرزوق وسامي خاطر وخليل الحية والدكتور محمود الزهار ومحمد نزال ومحمد نصر وعماد العلمي وعزت الرشق ونزار عوض الله وصالح العاروري وماهر عبيد ويحيى السنوار وروحي مشتهى». يذكر ان السنوار ومشتهى من الأسرى المحررين الذين شملتهم صفقة التبادل بين «حماس» وإسرائيل، كما أن العاروري أسير سابق قضى 19 عاماً في سجون الاحتلال قبل أن يفرج عنه قبل عامين. وتحظى قضية الاسرى باهتمام قادة «حماس» باعتبارها «إشارة قوية الى أن قضية الأسرى تتصدر أولويات الحركة لما تمثله تلك القضية من حساسية واهتمام شعبي فلسطيني كبير»، وفق المصادر. وقال مصدر فلسطيني ل «الحياة» إن «حماس تعطي قضية المصالحة أولوية في برنامجها الوطني، وترى أن اتفاقات القاهرةوالدوحة كافية لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، وحماس متمسكة بكل ما تم في تلك الاتفاقات وتتعامل مع الموضوع بمرونة كافية لأنه أولوية وطنية». ورأى أن الجديد الذي يميز اجتماعات المكتب السياسي في الدوحة الحالية يكمن في أن «حماس تبدأ دورة جديدة وهي أكثر تماسكاً ووحدة، وهذا رد على كل ما قيل في الاشهر الماضية عن انقسامات داخل الحركة». وأضاف: «إنها المرة الأولى أيضاً التي يشارك هنية بصفته نائباً لرئيس المكتب السياسي، كما أنها المرة الأولى التي تشهد الاجتماعات مشاركة 3 أسرى محررين هم: السنوار ومشتهى والعاروري، ما يدل على اهتمام الحركة بقضية الاسرى». وأكد أن هنية الذي كان وصل الى الدوحة ليل الخميس - الجمعة سيلتقي اليوم ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وسيبحث معه في آخر تطورات الشأن الفلسطيني وموضوع المصالحة وملف إعمار غزة الذي تتبناه قطر حيث تنفذ مشاريع عدة في القطاع» تقدر كلفتها بملايين الدولارات.