تجري وزارة الصحة حالياً مسحاً إحصائياً شاملاً على مستوى المملكة، لمعرفة مدى انتشار الأمراض النفسية. وأشار استشاري نفسي إلى «مشكلة» تتمثل في عدم وجود إحصاءات للأمراض والمرضى النفسيين، لافتاً إلى أن الكثير من الرقاة الشرعيين لا يعرفون طبيعة المرض النفسي. وقال استشاري الطب النفسي في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور عبدالله الملحم: «إن كلية الطب في جامعة الدمام بالتعاون مع قسم الطب النفسي في المستشفى، ستطلق اليوم الثلثاء، حملة توعوية تطوعية حول الصحة النفسية، ومعرضاً مصاحباً لها، تنظمه طالبات السنتين الثالثة والرابعة بالكلية، في البهو الرئيس للمستشفى، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية»، مشيراً إلى أن المعرض «يسلط الضوء على الكثير من المواضيع المهمة والخدمات الإيجابية من النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية للفرد والأسرة والمجتمع، للتعرف على أساسيات وأعراض بعض الأمراض النفسية بغرض الكشف والعلاج المبكر». وأضاف الملحم: «إن المعرض يتضمن أركاناً عدة منها: كيف أجعل يومي أفضل، والصحة النفسية للمرأة و لكبار السن، ومرض الشيخوخة، والصحة النفسية للمريض وللطفل، ومرض فرط الحركة، وتشتت الانتباه، وتحليل الشخصيات، والاكتئاب، والوسواس القهري، ومرض الفصام». وأكد أن المسح الذي تجريه وزارة الصحة حالياً، «يسهم في معرفة جميع الأمراض النفسية وأعداد المرضى»، مضيفاً: «نواجه مشكلات في ما يتعلق بالإحصاءات الرسمية حول هذه الأمور، فالموجودة حالياً لا تعتبر دقيقة بنسبة 100 في المئة». وأكد أن «المجتمع بات أكثر وعياً بالأمراض النفسية، بيد أن هذا الوعي محصور فقط في حالات محدودة، ونحتاج إلى نشر الثقافة بشكل أوسع وأكبر، لمعرفة الكثير من الأمراض النفسية وطرق علاجها، والتي يجهلها الكثير من الأشخاص في المجتمع»، لافتاً إلى أن هذه المؤتمرات والمعارض تسهم في هذا الجانب إلى حد كبير. وكشف الملحم أن «الكثير من الرقاة الشرعيين يجهل طبيعة الأمراض النفسية ولا يستطيع التفريق بينها وبين المصابين ب»العين» و»السحر»، وأن جميع الحالات التي ترد إلى العيادات يتم تصنيفها منهم على أنها أعمال «سحر» و»عين»، مشدداً على ضرورة «معرفتهم بطبيعة الحالة التي ترد إليهم، وسؤاله إذا تمت مراجعة طبيب نفسي من قِبله أم لا، ما قد يسهم في تعقيد الحالة الصحية للشخص وإصابته بمضاعفات كبيرة»، لافتاً إلى أن «الكثير من الرقاة الشرعيين يقبل جميع الحالات التي ترد إليهم من دون استثناء، ويبدأ في إعطائهم علاجات غير صحيحة مثل: الزيت والماء المقروء عليه». بيد أنه أكد أن بعض الحالات ربما تعاني من الإصابة بالعين، فيما تعاني الحالات الأخرى من أمراض نفسية مثل: الوسواس القهري والاكتئاب، وهي من الأمراض النفسية المنتشرة أخيراً، وبخاصة الاكتئاب الذي ربما يعاني منه الكثيرون. وعزا السبب في ذلك إلى ضغوطات الحياة والعمل والمشكلات الأسرية.