قررت أسرتان، إعادة فتح ملف وفاة ولديهما، دهساً تحت عجلات شاحنة فور خروجهما من مدرسة ابتدائية في مدينة سيهات (محافظة القطيف)، على رغم مرور نحو شهر ونصف الشهر، على الحادثة التي هزت الوسط التربوي. واعتبرت أسرتا الطفلين مصطفى الخليفة، وجواد آل مساعد، الحادثة «قضاءً وقدراً» في حينه، إلا أنهم توصلوا أخيراً، إلى «دلائل» تشير إلى «إهمال» من جانب مدرسة الخندق الابتدائية في حي الفلاح، أدى إلى وقوع الحادثة. فيما قررت الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية الاستجابة لطلب الأسرتين، والتحقيق في ملابساتها. وقال مكي الخليفة، وهو عم الطفل المتوفى مصطفى الخليفة، في تصريح إلى «الحياة»: «اعتبرنا ما حصل لأطفالنا قضاءً وقدراً، ولا زلنا نعتبره كذلك، ولكننا اكتشفنا أخيراً، وجود إهمال من جانب المدرسة، أسهم في وقوع الحادثة»، مضيفاً «خرج الطفلان من المدرسة، لتستقبلهم عجلات شاحنة، وتحيل جسديهما الغضين إلى أشلاء متناثرة»، موضحاً «تبين لنا من خلال شهادة الوفاة، أن وقت وفاة الطفلين كان في ال11 والنصف صباحاً، أي قبل نحو ساعة من الوقت المقرر لخروج الطلاب من المدرسة». وأضاف الخليفة، «علمنا أن المعلم الذي كان يفترض أن يعطي الحصة الأخيرة في ذلك اليوم، لطلاب الفصل الذي يدرس فيه الطفلان، لم يكن موجوداً في الفصل أوالمدرسة، والأمر ذاته ينطبق على حارس المدرسة التي كان بابها مفتوحاً أمام طلاب صغار في السن، لا يعون ما ينتظرهم في الخارج». وأردف أنه «علمنا أن وكيل المدرسة اتصل بالمعلم، طالباً منه أن يعود إلى المدرسة بعد وقوع الحادثة، وأنه ادعى أن المعلم كان موجوداً في دورة المياه»، لافتاً إلى أن «كل ذلك ستثبته التحقيقات». وأكد أنهم رفعوا خطاباً إلى الإدارة العامة للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية (حصلت «الحياة» على نسخة منه)، «وطلبنا منهم إجراء تحقيق في الحادثة. ولدينا شهود على كل ما سبق». وقال: «لا بد من محاسبة المقصرين على التضليل الذي مورس علينا»، منوهاً إلى أنه تم «فتح ملف للتحقيق فور وقوع الحادثة، وإلى الآن لم نعرف نتائجه». وقالت الأسرتان في الخطاب: «في حال لم يتم التحقيق في الحادثة، وأخذ حق أطفالنا، بما فيه من حماية الأطفال الآخرين، فيؤسفنا أن نرفع الأمر إلى وزير التربية والتعليم»، ملوحين بنيتهم «توكيل محامٍ في القضية»، مضيفين «لا زالت الحرقة تعتصر قلوبنا، وكأنها نار تشتعل باستمرار، فمنظر أطفالنا لا يغيب عن الذاكرة. وقد مرت على أجسادهم الصغيرة شاحنة، ليتلون مستقبلهم باللون الأحمر، ويسكنوا المقابر، عوضاً عن سكناهم أحضاننا»، والسبب بحسب أسرتي الطفلين «الكذب، وعدم تحمل المسؤولية».