تخضع مدينة صيدا غداً الجمعة وربما الأحد المقبل إلى اختبارين أمنيين تتجنب بتجاوزهما «عبثاً مذهبياً» تحاول قوى دينية وأخرى حزبية توريط صيدا فيه. وقالت مصادر أمنية ل «الحياة» إن إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير تقدم بطلب ترخيص لتحرك يريد القيام به بعد صلاة الجمعة بالتوجه إلى «مجمع فاطمة الزهراء الديني والتربوي» («حزب الله» ويقطنه أحد رجال الدين من قيادات الحزب الشيخ عفيف النابلسي) وتحرك آخر في الخامسة عصر الأحد المقبل في دوار صيدا. وكشفت المصادر نفسها أن التحرك بحد ذاته «يحمل مؤشرات مشروع فتنة، وهو ترافق مع طلبات لتحركات مقابلة يريد القيام بها رجال دين وأحزاب منهم من ينتمي إلى حزب «البعث» ومنهم من هو مقرب من «حزب الله»، علماً أن التحرك الأخير للأسير تخللته تهجمات مباشرة من قبل الأسير شخصياً على الجيش اللبناني الذي يطلب حمايته والذي كان أكد أكثر من مرة في الماضي أنه «خط أحمر» لنفاجأ بكيل الاتهامات إلى الجيش بأنه «جيش يهودي ومنتج إيراني وإلى ما هناك من تهجمات على المؤسسة العسكرية غير المقبولة». ولفتت المصادر المذكورة إلى أن التحركات التي يقوم بها الأسير في صيدا أسبوعياً لا تجد لها مناصرين من أبناء المدينة، وجل مناصريه من بعض الفلسطينيين والسوريين ونساء وأطفال، وهو يستغل صلاة الجمعة لحض المصلين على مشاركته التحرك ويحرج القوى الأمنية في التعرض للمصلين إلا أن لا بد من إجراءات تطاوله وتطاول غيره الآن ومستقبلاً. وفي ضوء هذه الطلبات، تداعى أمس، مجلس الأمن الفرعي في الجنوب إلى اجتماع في سراي صيدا، وقرر «منع المسيرات والتجمعات والاعتصامات من شأنها إثارة النعرات الطائفية والمذهبية تجاوباً مع مقررات مجلس الدفاع الأعلى الذي شدد على تجنب الخطاب المذهبي والطائفي المسيء إلى السلم الأهلي». وترأس الاجتماع محافظ الجنوب نقولا أبو ضاهر وحضره قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلى جانب النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج الذي كلف الأجهزة الأمنية المختصة إيداعه شريط تسجيل لكلام الأسير الأخير للاطلاع عليه واتخاذ الإجراء القانوني المناسب في شأنه. وكان بيان وزع في مخيم عين الحلوة وبعض أحياء صيدا موقّع باسم «عصبة الأنصار» يعتبر أن «التعرض للأسير خط أحمر وهو كما التعرض للعصبة نفسها، ولن نسمح باستفراده وفي حال ذلك سيتم التعرض لمجمع فاطمة الزهراء من داخل المخيم ومن غيره». وأثار البيان الريبة، إلا أن الناطق باسم العصبة الشيخ «أبو شريف عقل» نفى أن يكون صادراً عنها، كما نفاه رئيس العصبة أبو طارق السعدي نفياً قاطعاً وأكد أن «لا علاقة لنا بالشأن اللبناني». وعرضت النائب بهية الحريري الوضع الأمني في المدينة في اجتماع عقدته مع بوضاهر وقائد منطقة الجنوب الإقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبد الله ورئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور. وجرى «تأكيد متابعة العمل لترسيخ الاستقرار في المدينة وتجنيبها أي توترات تحت أي عنوان كان»