يعود الفنان اللبناني زياد برجي إلى التمثيل في مسلسلٍ جديد بعد نجاحه في «غلطة عمري». برجي الذي يبدو أنّ لقب «ممثل» سيرافق اسمهً، يلعب دور البطولة في مسلسل «حلوة وكذابة» إلى جانب الممثلة داليدا خليل. الأصداء التي ترددت حول هذا العمل كثيرة، فقيل إنّ جيل المراهقين في لبنان بات لهم دافعٌ يجبرهم على البقاء في المنزل مساء كل أحد، وقيل إنّ نسبة المشاهدة هي الأعلى في عملٍ درامي منذ عودة «أم تي في» إلى البث، ولكن السؤال: ما كانت الأصداء حول أداء زياد برجي؟ يجيب: «بصراحة شعرت بأنّني أخوض الامتحان ذاته مرّتين، فأنا أعتبر نفسي في تجربتي التمثيلية الأولى، لا الثانية، لأنني أشارك هذه المرّة في عملٍ كوميدي بعدما شاركت في عملٍ درامي». ويتابع: «كنت أنتظر نتيجة الامتحان بفارغ الصبر وتفاجأت هذه المرّة أيضاً، بل صُدمت بالكلام المشجِّع الذي أثنى على أدائي». هل تابع زياد دروساً في التمثيل أم اعتبر أنّ مشاركته في «غلطة عمري» كانت هي الدرس؟ يخبر أنّه أثناء تسلّمه جائزة «موركس دور» عن «أفضل فنان شامل في لبنان والوطن العربي» التقى الممثل عمّار شلق الذي نصحه، تماماً كما نصحه نقيب الفنانين إحسان صادق وزوجته سميرة بارودي، بأن يبقى على عفويته ويضيف إليها بعض الانتباه لأنّ كثرة تحليل الموهبة والتدخّل الخارجي بها قد يؤثّر عليها سلباً. ويضيف: «أدرس التمثيل من خلال الاختبار وأتعلّم التمثيل بالتمثيل، ولحسن حظّي أنّ المسلسل بدأ يُعرَض قبل أن ننتهي من التصوير، لذلك أراقب نفسي بعين ثاقبة وأسعى إلى تحسين كل ما لا يُعجبني في الحلقات الجديدة». وعلى رغم كل جهوده ونجاحه في التمثيل ينفي زياد برجي إمكان أن ينصرف كلّياً إلى هذا المجال قائلاً بلهجة مصرية: «مش ممكن أنسى الحب الأولاني». ويشرح أنّ حبّه الأول هو للغناء، وأنّه يستثمر التلحين وكتابة الأغاني والتمثيل من أجل خدمة الغناء، خصوصاً أنّه لم يحظَ يوماً بدعمٍ إنتاجي كافٍ يخوّله تحقيق مبتغاه في هذا المجال. إحدى الصحافيات كتبت أن على زياد برجي أن يعتذر من الصحافة لأنّه شارك في مشهد يطلب فيه من مدير أعماله أن يقدّم رشوة إلى أحد الصحافيين، فما تعليقه على هذا الرأي؟ يقول بهدوء: «بماذا يمكن أن أجيب؟ حاولت أن أجد وجهة نظر جدية في هذا الرأي فلم أفلح! هل يمكن أحداً أن يعتقد حقاً أنّنا إذا قلنا في مسلسل أنّ صحافياً يُرتشى نكون بذلك أهنّا الجسم الإعلامي كلّه؟ وماذا لو قلنا إنّ طبيباً سرق مالاً من المستشفى، فهل ينتفض الأطباء جميعهم؟» ولا يخفي برجي استغرابه الشديد لغياب المنطق في هذا الرأي، معتبراً أنّ الكاتب هو المسؤول عن المضمون لا الممثل. ويكتفي بالردّ الذي قاله نقيب المحررين في لبنان الياس عون عن هذا الموضوع في مقابلة له: «... ولأننا نقدّس حرية التعبير والرأي فلا يمكن أن نطالب بها لنا ونمنعها عن غيرنا. ومن أبرز مهمات الصحافة الفنية في هذه المرحلة تشجيع الصناعة الدرامية التي بدأت تتألق في لبنان، لا ملاحقتها واتهامها وقص جوانحها». هنا نسأل برجي عن كيفية تعامله مع النقد فيوضح أنّه ينتظره بفارغ الصبر كي يستفيد منه، لكنه يشترط أن يكون رأياً ذا قيمة، رأياً بنّاء يمكن الاعتماد عليه والأخذ به. «كل نقدٍ بني على معايير صحيحة ومقنعة آخذ به في شكلٍ جدّي، أمّا إذا كان منطلقاً من أحقادٍ شخصية ومن لا منطق سخيف فأحاول أن أستمع إليه كأنه نكتة».