يخشى تجار ذهب سعوديون من أن يكون التذبذب الأخير في الأسعار بداية لانهيار حذّر منه عدد من الاقتصاديين العام الماضي، مشيرين إلى أن الهبوط الحاد الأخير ومعاودة الارتفاع أول من أمس يؤكدان حال الفوضى في الأسواق العالمية، خصوصاً الأميركية والأوروبية. واعتبر التجار هذا الهبوط مؤشراً جيداً إلى موسم نشط من المبيعات خلال فترة الزيجات التي تشهدها المملكة. وأوضح تاجر الذهب محمد النمر أن ما تشهده الأسواق العالمية يُقلق، مؤكداً أن الجميع بات يستشعر مخاوف من حدوث انهيار في الأسعار شبهه عدد من الاقتصاديين بفقاعة الأسعار، مضيفاً أن ارتفاع الذهب 2.6 في المئة أول من أمس بعدما سجل خسائر قياسية في الجلسة السابقة، قد لا يعني تصحيحاً في الأسعار اعتادت عليه السوق خلال العامين الماضيين، خصوصاً أن الأسعار مستمرة في الانخفاض. وأكد أن التجار والمستثمرين يخشون مزيداً من الهبوط على رغم الإقبال على الشراء في السوق الحاضرة للاستفادة من انخفاض الأسعار، فهم اعتادوا على المضاربات في السوق عند أي ارتفاع أو انخفاض. وقال «سجل الذهب بداية الأسبوع أكبر خسارة يومية، ما باغت مراهنين على ارتفاعه ومضاربين ومستثمرين، كما أن المخاوف مبررة بعدما نزل السعر نحو 20 في المئة منذ بداية السنة، وذلك عقب موجة صعود استمرت 12 عاماً». وأشار إلى أن الارتفاع أول من أمس قد لا يعكس حال السوق خلال الفترة المقبلة بسبب تعاطي بعضهم معها بمفهوم المضاربة وليس الاستثمار. ولفت التاجر محسن الصايغ إلى أن السوق السعودية ستستفيد من الانخفاض خصوصاً أنه تزامن مع موسم الزيجات، متوقعاً انتعاشاً كبيراً في الأسواق إذا استمرت الأسعار في الانخفاض. وأكد أن الأسعار الحالية تعتبر مشجعة على الشراء، مبيناً أن التجار عانوا كثيراً خلال السنوات الخمس الماضية بسبب ارتفاع الأسعار وإحجام الكثير من النساء عن الشراء. وأوضح أن المستهلك قد لا يشعر باضطراب الأسعار فهو إما يشتري إذا اعتبر السعر مناسباً أو يُحجم عن الشراء، خصوصاً أن الذهب يُعتبر من السلع الكمالية التي يستطيع الإنسان الاستغناء عنها، وثبت ذلك خلال السنوات الماضية. وعن الانخفاض الأخير في الأسعار قال بائع الذهب محمد البقشي إن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت خبر انهيار الأسعار ما عزز رغبة كثيرين في الشراء، خصوصاً انهم يعولون على مزيد من الانخفاض.