أبدى تجار ذهب تفاؤلهم بانتعاش مبيعات الذهب خلال الفترة المقبلة بسبب الانخفاض الكبير الذي شهده المعدن الأصفر في الأسواق، الذي تجاوز 100 دولار للأوقية (الأونصة)، مشيرين إلى أن الأسعار الآن وصلت إلى نحو 170 ريالاً للغرام في السوق المحلية، وهي أسعار تعتبر مشجعة للشراء بعد أن وصلت إلى 220 ريالاً قبل نحو ثلاثة أشهر. وأوضح تاجر الذهب محمد النمر في حديثه ل«الحياة»، أن الأسعار في السوق المحلية ستكون مناسبة خلال الفترة المقبلة فترة الزواجات، ما يعني زيادة الإقبال على الشراء، مبيناً أنه من الصعب التكهن بالأسعار بسبب التجاذبات في الأسواق العالمية، إضافة إلى سياسات المصارف المركزية النقدية التي ستؤثر في الأسعار في صورة رئيسة. وقال، إن «أسواق الأسهم القوية استحوذت على اهتمام المستثمرين مع صعود الأسهم الأوروبية لأعلى مستوياتها خلال الأيام الماضية منذ انهيار بنك ليمان براذرز في 2008، وسط آمال بأن تدعم محفزات المصارف المركزية التعافي الاقتصادي عموماً، ما يعني تفضيل المستثمرين للأصول مرتفعة العائد». وأشار النمر إلى التوقعات باستمرار الانخفاض في أسعار المعادن الثمينة خلال الفترة الماضية، مبيناً أن الجولات المتعاقبة من التيسير الكمي في الولاياتالمتحدة بالأعوام الماضية على الدولار، دعمت الذهب الذي استفاد من أسعار الفائدة المتدنية للغاية والمخاوف من التضخم. وقال محللون، إن تلك الإجراءات أدت إلى تحسن أداء الأصول الأخرى، ما جعل الذهب يفقد بعض مكاسبه. وذكر أن يوم (الأربعاء) الماضي، شهد تحرك الذهب داخل نطاق ضيّق وحوم قرب 1575 دولاراً للأوقية، في ظل ضعف إقبال المستثمرين الذين تحولوا إلى أصول عالية المخاطر مع تنامي الثقة في الاقتصاد العالمي، مضيفاً أن «قوة سوق الأسهم استحوذت على اهتمام المستثمرين، إذ سجل مؤشر داو جونز الصناعي، مستوى قياسياً مرتفعاً بفضل بيانات تظهر تسارع النمو في قطاع الخدمات الأميركي العملاق». واعتبر النمر أن الأسعار ستكون مرشحة للانخفاض في صورة أكبر وأسرع إذا استمرت السوق الأميركية في الانتعاش، مشيراً إلى أن تعليق الخبير العالمي مدير تداولات السلع الأولية لدى ستاندرد بنك في اليابان يوئتشي إيكيميزو، الذي لفت إلى أن السوق تشهد «لعبة شدّ الحبل بين مبيعات صناديق المؤشرات وشراء بالسوق الحاضرة»، وهو يؤكد صعوبة التوقع للأسعار خاصة مع التفاؤل الحذر لدى الأوروبيين والأميركيين حيال التعافي الاقتصادي. من جانبه، أشار تاجر الذهب عبدالله الصايغ، إلى أن المشتري العادي السعودي، قد لا ينتظر استقرار الأسعار، أو النقطة التي يمكن أن تكون قاعاً لأسعار الذهب التي يعود بعدها للارتفاع، وهم بذلك عكس التجار الذين يُبدون تخوفاً من انخفاضات كبيرة في الأسعار قد تكبدهم خسائر كبيرة، مشيراً إلى أن البيع بسعر اليوم سيكون أفضل من البيع غداً، حتى ولو ارتفعت الأسعار بعكس لو انخفضت. وأكد الصايغ في حديثه ل«الحياة»، أن تجار الذهب لديهم مخاوف كبيرة من انفجار فقاعة الذهب في صورة سريعة، وهم يتوقعون ذلك منذ فترة، إلا أنهم مستمرون في تعاملاتهم، ولديهم أمل أن تتراجع الأسعار تدريجياً، بحيث يستطيعون احتواء الأسعار والتعامل مع السوق يومياً. ولفت إلى أن المعدن الأصفر يعيش حالاً من الفوضى السعرية بسبب المستثمرين أو المضاربين في المعدن، وهناك قناعة الجميع بأن الأسعار وصلت إلى أرقام تاريخية وشكلت فقاعة ستنفجر في وقت ما. وأضاف: «التجار لا يريدون أن يكون ما يحدث انهياراً، متمنين أن يكون تصحيحاً حاداً تعود بعده الأسعار إلى الارتفاع، إذ إن التصحيح أمر طبيعي، نتيجة الارتفاعات الشديدة التي حدثت في الفترة الماضية، إذ لم تكن تلك الارتفاعات مبررة، وإنما جاءت نتيجة حال فزع أكثر منها نتيجة وقائع اقتصادية حقيقية، بيد أن هذا التصحيح يمكن أن يستمر فترة بسيطة، وإذا ساءت الأحوال الاقتصادية أكثر يعود إلى الارتفاع. وتابع: «إلا أنهم في الأحوال كلها، يعلمون أن هذا الأمر ليس بأيديهم».