تضاربت الأنباء في ايران أمس، حول حصيلة ضحايا زلزال اعتُبر الأعنف منذ نحو نصف قرن، ضرب جنوب شرقي البلاد على الحدود مع باكستان حيث قُتل 34 شخصاً، فيما أهتزت بعده دول الخليج والهند. ويأتي الزلزال بعد أسبوع على هزة قوتها 6.3 درجات، أسفرت عن مقتل حوالى 40 شخصاً في محافظة بوشهر جنوب غربي إيران. (للمزيد) وأثار ذلك مخاوف من تسرّب إشعاعي في محطة «بوشهر» النووية، لكن طهران وموسكو سارعتا إلى نفي تعرّض المحطة لأضرار. وأكدت الشركة الروسية التي بنت المحطة، أنها لم تتأثر بالزلزال أمس، علماً ان مركزه يبعد كثيراً عنها. ودافع مدير «المنظمة الايرانية للطاقة الذرية» فريدون عباسي دواني عن تدابير السلامة في «بوشهر»، مؤكداً «تمتعها بأحدث الوسائل التي تحميها من الزلازل». واعتبر ان وجود مفاعل «بوشهر» قرب دول الخليج، يدفعها الي اقتناء أحدث أجهزة قياس الثلوث، مضيفاً «لولا مفاعل بوشهر، لما كان الخليجيون يتوجهون الي هذه العلوم». وأعلن أن بلاده قد تخصّب اليورانيوم بنسبة أكثر من 20 في المئة، لاستخدامه في سفن وغواصات. وأعلنت مؤسسة المسح الجيولوجي في طهران أن قوة الزلزال بلغت 7.5 درجة على مقياس ريختر، مشيرة إلى انه ضرب مدينة سراوان في محافظة سيستان وبلوشستان المحاذية لباكستان. لكن المركز الجيوفيزيائي الأميركي قدّر قوة الزلزال ب7.8 درجة. وأعلنت السلطات الإيرانية «حال طوارئ قصوى» في مناطق الزلزال، وأرسلت فرق إغاثة. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الزلزال أدى إلى تعطيل شبكات الكهرباء والاتصالات في معظم أنحاء سيستان وبلوشستان. وأعلن حاكم سراوان محمد شريف خالقي جرح 27 شخصاً، وتدمير نحو 15 في المئة من مبانٍ مبنية بالطوب في المحافظة. وقال المسؤول في «الهلال الأحمر» الإيراني مرتضى موراديبور أن السلطات توقّعت «أضراراً ضخمة في المناطق السكنية، نظراً الى عنف الزلزال»، مستدركاً أن الزلزال كان «على عمق 95 كيلومتراً، ومدى ضرره يساوي زلزلاً قوته 4 درجات». وكان محافظ سيستان بلوشستان حاتم نارويي اعتبر أن الزلزال هو الأضخم منذ 4 عقود، لكنه استدرك أن «لا ضحايا لحسن الحظ». وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مسؤول إيراني ترجيحه مقتل «مئات»، فيما بثّ التلفزيون الإيراني أن الزلزال أسفر عن 40 قتيلاً على الأقل. وأعلنت إسلام آباد أن الزلزال أدى إلى مقتل 34 شخصاً على الأقل وتدمير نحو ألف منزل، في إقليم بلوشستان جنوب غربي باكستان. وشعرت بالزلزال مدن في باكستان والهند ودولة الإمارات والسعودية والبحرين والكويت، حيث اهتزت مبانٍ وهرع السكان والموضفون إلى الشوارع. وأكد المتحدث باسم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل وقوع هزة أرضية في مدن من المملكة، جراء الزلزال الإيراني، وطمأن الجميع إلى أنه لم ترصد أي خسائر حتى الآن. وقال أبا الخيل ل«الحياة» أن «موقع الزلزال يبعد عن أقرب جزء من المنطقة الشرقية السعودية نحو 1260 كيلومتراً». وأوضح أن «الهيئة تابعت ارتجاجات الزلزال، التي استمرت ثواني على كل من المنطقة الشرقية، والرياض»، مشدداً على «عدم وقوع خسائر بشرية أو مادية في المملكة». وأوضح رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض المشرف على مركز الدراسات الزلزالية عبدالله العمري أن الزلزال نتج من تصادم الصفيحة اليوراسية والصفيحة الهندرية، في منطقة جبال الهملايا، على بعد نحو 600 كلم عن مسقط. وأشار إلى أن الهزات التي شعرت بها دول الخليج ارتدادية، وأخذت قوتها من الزلزال الذي بلغ عمقه نحو 50 كلم في باطن الأرض. على صعيد آخر، أبرمت ايران والنيجر ثلاث مذكرات تفاهم وبياناً مشتركاً للتعاون الثنائي، في حضور رئيسي البلدين محمود احمدي نجاد ومحمدو ايسوفو. وشملت مذكرات التفاهم «إلغاء التأشيرات الخدمية والسياسية»، واتفاقاً بين غرفتي التجارة في البلدين في «الصناعة والمناجم والزراعة»، كما أوردت وسائل اعلام ايرانية، نقلاً عن إيسوفو تأكيده أن البلدين «لم يجريا محادثات في شأن اليورانيوم»، علماً أن النيجر رابع أضخم منتج لتلك المادة. وأضاف إيسوفو «ايران دولة متقدمة وتملك خبرات كثيرة في مجال علم الارض والمناجم، والبلدان ينويان التعاون في هذا المجال، ولكن لم تجرَ محادثات في هذا الصدد، لأن ايران تملك مناجم لليورانيوم وتُعتبر منتجة له». وقال وزير خارجية النيجر محمد بازوم «حتى لو أرادت ايران يورانيوم منا، فإن بيعها يتطلب التزام القوانين الدولية». الى ذلك، افاد صندوق النقد الدولي بأن الاقتصاد الايراني انكمش بنسبة 1.9 في المئة عام 2012، وتوقّع ان ينكمش بنسبة 1.3 في المئة هذه السنة. لكنه رجّح نموّه بنسبة 1.1 في المئة عام 2014.