اعتبرت عضو مجلس الشورى حياة سندي أن أفضل شيء حدث للمرأة السعودية بعد منحها حق التعليم، هو قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتعيين 30 سيدة في مجلس الشورى في كانون الثاني (يناير) 2013. وتقول سندي إن ذلك أعطى المرأة «المكانة والتكليف والصورة الحقيقية للمجتمع الذي يتكون من رجل وامرأة». ورجّحت أن اختيارها لعضوية مجلس الشورى السعودي تم بسبب دورها في المجتمع وأبحاثها العلمية لمساعدة المحتاجين والمحرومين وتشخيص الأمراض المستعصية. ورأت وكالة «رويترز» للأنباء في تقرير تلفزيوني أمس أن سندي «عالمة سعودية تحيي آمال السعوديات بالمشاركة في السياسة». وأضافت «رويترز»: «تحمل العالمة السعودية حياة بنت سليمان سندي درجة الدكتوراه في التكنولوجيا الحيوية من جامعة كامبريدج في بريطانيا. وتضمنت قوائم أكثر النساء تأثيراً في العالم اسمها مراراً». واختيرت النساء لعضوية مجلس الشورى في يناير الماضي بعد أن أعلن الملك عبدالله رسمياً أن 20 في المئة على الأقل من أعضاء المجلس سيختارون من بين الشخصيات النسائية في المملكة. وقالت سندي: «غياب المرأة زماناً عن مجلس الشورى غيب عن الناس فهم وجهة نظر معينة. إنها هي تعيش المشكلة، وتعيش مشكلات معينة، لا يفهمها أحد غيرها. وقرار خادم الحرمين الشريفين بالنسبة إلي أفضل شيء حدث للمرأة السعودية بعد التعليم. إنه أعطاها المكانة والتكليف، وأعطى الصورة الحقيقية للمجتمع الحقيقي، بأن يكون رجلاً وامرأة». وذكرت سندي أن رد فعل أعضاء المجلس بصفة عامة على دخول النساء في عضوية كان إيجابياً. وقالت: «كثير من زملائي فرحون جداً بوجودنا، لأننا فعلاً نطرح الفكرة بطريقة تختلف أو بتوجه آخر». ويختار معظم أعضاء مجلس الشورى السعودي من بين أساتذة الجامعات وعلماء الدين ورجال الأعمال والمسؤولين السابقين في الحكومة. ومنذ عام 2006 ضم المجلس 12 امرأة تم تعيينهن بصفة «استشارية»، لكن قرار منح النساء عضوية كاملة في المجلس اعتبره كثيرون خطوة جديدة ضمن الإصلاحات الاجتماعية التي يجريها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم. وعلى رغم حصول المرأة على ترخيص لقيادة السيارات، إلا أن سندي متفائلة بتحسن أوضاع النساء في المجتمع السعودي. وقالت: «إن وجودنا سيؤثر بشكل كبير في مصلحة المرأة في جميع المجالات. لكن نتكلم عن قيادتها السيارة. هذا الموضوع نوقش كثيراً، ولكن متى يتحقق، فهذا سيكون بحسب الوقت المناسب للمجتمع والبيئة المناسبة التي حولنا». وُلدت سندي في مكةالمكرمة، ونالت شهادة في الصيدلة من كينغز كوليدج في لندن عام 1995، قبل أن تحصل على درجة الدكتوراه من كامبريدج عام 2001. وعينت أستاذةً زائرة في جامعة هارفارد الأميركية، إلى جانب عملها في مجال الأبحاث العلمية في السعودية. وقالت: «أعتقد بأن اختياري كان من أجل دوري في المجتمع.. أبحاثي كلها والعلوم التي درستها - ولا أزال - تتعلق بكيفية تسخير العلم لخدمة المجتمع. فابتكاراتي كانت كيف أساعد المحتاج. كيف أساعد المحروم، وكيف أساعد في تشخيص الأمراض المستعصية.» وابتكرت سندي خلال عملها بجامعة هارفارد جهازاً صغيراً متعدد الاستخدامات، يزيد معدل دقة القياس. ومن بين تطبيقاته تحديد استعداد الجينات للإصابة بمرض السكري بدقة تزيد على 99 في المئة. ويجمع الجهاز بين التأثير الضوئي وتأثير الموجات فوق الصوتية. ومن استخداماته أيضاً اختيار العلاج المناسب للأنواع المختلفة للسرطان. وتعد سندي نموذجاً لما يمكن أن يحققه طموح المرأة العربية، واختيرت ضمن قائمة «أرابيان بيزنس» لأقوى 100 امرأة عربية لعامي 2012 و2013. كما اختارتها مجلة «نيوزويك» ضمن «150 امرأة هززن العالم» في عام 2012. وقالت سندي: «ظهوري في الإعلام الخارجي لأني جمعت بين الدين والعلم، وبالنسبة إليهم أيضاً أنا نموذج أو قدوة لطلاب المدارس، وكيف يستطيعون تحويل حلمهم إلى حقيقة». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أشاد خلال مؤتمر صحافي في الرياض الشهر الماضي بجهود السعودية لإتاحة «فرص أكبر للنساء في المجال الاقتصادي». وأضاف: «نحن نشجع على مزيد من إصلاحات أكثر شمولاً، لضمان تمتع كل المواطنين في المملكة بحقوقهم الأساسية وحريتهم».