أُسِّس في برلين أمس، حزب جديد حمل اسم «مبادرة لمصلحة ألمانيا» يضم مجموعات معادية للعملة الأوروبية الموحدة (يورو)، وتطالب بانسحاب ألمانيا منها. وحضر مؤتمر التأسيس حوالى 1500 شخص انتخبوا بروفسور الاقتصاد برند لوكه، وهو من هامبورغ، ناطقاً رسمياً للحزب الذي قرر خوض الانتخابات النيابية المقررة في الخريف المقبل. ويعكس تأسيس الحزب تنامي حركة رفض «اليورو» الذي تواجه الدول الأوروبية المتعاملة به أزمة مالية طاولت اليونان والبرتغال وإرلندا وإسبانيا. صحيح أن رفض دخول منطقة «اليورو» بدأ عند اعتماد العملة الموحدة عام 2000، ثم تراجع إثر إيجابيات لمسها المواطنون. لكن الأزمة المالية المستمرة، وتعرّض دولة بعد أخرى لخطر الإفلاس، أعاد المعارضين إلى واجهة الساحة السياسية في البلاد، خصوصاً أن ألمانيا تتحمّل القسم الأبرز من المساعدات المالية المقدمة للدول المتعثرة. وأظهر استطلاع رأي نُشرت نتائجه أخيراً، أن 25 في المئة من الألمان، وهم مؤيدون تقليدياً للحزبين المسيحي والليبرالي الحاكمين، يرفضون «اليورو» ويطالبون حكومة المستشارة أنغيلا مركل بوقف مساعداتها والخروج من منطقة «اليورو». في المقابل، أيّد أكثر من 70 في المئة الحفاظ على العملة المشتركة. ويرجّح مراقبون ألا ينال الحزب الجديد نسبة 25 في المئة خلال الاقتراع، بل حتى نسبة ال5 في المئة التي تتيح له دخول البرلمان الاتحادي. لكن 3 أو 4 في المئة من الأصوات، ستكفي لخسارة مركل وحزبها، وحرمان الحزب الليبرالي أي أمل في اختراق حاجز ال5 في المئة للتمثّل في البرلمان. وفي هذه الحال، ثمة أمل قوي لدى الحزب الاشتراكي وحليفه حزب الخضر، في تشكيل حكومة ائتلافية، كما حصل في أربع ولايات خلال السنتين الماضيتين. وكان استطلاع رأي نُشرت نتائجه السبت، ولم يشمل الحزب الجديد، أظهر أن الحزب المسيحي سيحصل على 42 في المئة من الأصوات، والليبرالي على 4، في مقابل 27 للحزب الاشتراكي و15 لحزب الخضر و7 لحزب اليسار، لو أن الانتخابات نُظمت أمس.