انقسم الموقف السياسي الألماني من النتائج المرتقبة للانتخابات الرئاسية في فرنسا والانتخابات النيابية في اليونان اللتين جرتا أمس. وفي حين حذر ممثلو التحالف المسيحي - الليبرالي الألماني الحاكم أمس من التأثير السلبي لفوز مرشح الاشتراكيين الفرنسيين فرانسوا هولاند على مستقبل العلاقات الألمانية، أعرب الحزب الاشتراكي الديموقراطي المعارض عن دعمه القوي لموقف هولاند الداعي إلى تخصيص برامج نمو وتأمين فرص العمل في منطقة اليورو للتخفيف من سياسة التقشف التي فرضتها المستشارة أنغيلا مركل والرئيس الفرنسي فرانسوا ساركوزي على سائر دول الاتحاد الأوروبي أخيراً. وقال رئيس الكتلة النيابية للحزب الديموقراطي المسيحي فولكر كاودر الذي سبق ورفض مطلب هولاند باعادة النظر في معاهدة التقشف الأوروبية إنه ينتظر «أن يواجه التعاون الألماني - الفرنسي متاعب»، مضيفاً أن التفاهم بين الطرفين «قد يصبح صعباً في حال فاز المرشح الاشتراكي هولاند وبقي متمسكاً بتصريحاته». لكن كاودر عاد وخفف بعض الشيء من حدة كلامه قائلاً إنه مع ذلك يعتقد أنه «بغض النظر عمن سيفوز في فرنسا ستبقى ألمانياوفرنسا تتعاونان بصورة وثيقة في المستقبل لتبقيا محرك أوروبا». وكانت مركل التي أظهرت دعماً شديداً لساركوزي خلال حملته الانتخابية، ورفضت في مجرى ذلك استقبال هولاند في برلين في لقاء تعارف تقليدي، رفضت رفضاً باتاً أي بحث في إعادة النظر بمعاهدة التقشف الأوروبية، كما رفضت إقرار أية برامج نمو في الدول المتعثرة واضعة التقشف أولوية مطلقة فيها. وشبه مراقبون في برلين عدم استقبال مركل لهولاند برفضها طلب باراك أوباما حين كان مرشحاً لحزبه للرئاسة لألقاء خطاب أمام «بوابة براندبورغ» التاريخية في برلين، الأمر الذي أرسى علاقات باردة بينهما لفترة طويلة. ولم يستبعد هؤلاء ان تشهد العلاقات بين مركل وهولاند بروداً مماثلاً على المستوى الشخصي في حال فوز الأخير بالرئاسة كما هو متوقع. وينطلق الحزب الاشتراكي الألماني من حقيقة أن فوز هولاند سيقوي مواقعه في ألمانيا أيضاً قبل نحو سنة من الانتخابات النيابية في ألمانيا، بخاصة أن الاستطلاعات لا تزال تشير إلى استمرار تقدم المعارضة الاشتراكية - الخضراء على التحالف الحالي الحاكم. وقال رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتس، وهو اشتراكي ألماني، إنه يرى في فوز هولاند «فرصة لإطلاق معاهدة نمو أوروبية تستند إلى الاستثمار في التكنولوجيات المستقبلية».