أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن طفلين وامرأة على الأقل قتلوا وأصيب 16 شخصاً نتيجة «استنشاق غازات» بعد قصف جوي شنته طائرات النظام السوري في حلب. وأفادت صحيفة بريطانية أمس بأن خبراء تابعين للجيش البريطاني عثروا على أدلة تفيد بأن أسلحة كيماوية استعملت في الصراع في سورية. وأفاد المرصد بأن طفلين، أحدهما في السنة الأولى والآخر في عامه الثاني وامرأة قتلوا «إثر إلقاء طائرة مروحية قنبلتين صغيرتين على منزلهم في حي الشيخ مقصود بحلب». وقال شهود عيان إنهم سمعوا صوت طائرة مروحية فجر أمس، وسمعوا بعدها صوت انفجارين، وإنهم عندما جاؤوا إلى المكان وجدوا أهالي المنزل «بعضهم في حالة إغماء». وأضاف المرصد أن عدد المصابين نتيجة استنشاق الغازات بلغ 16 مصاباً «تم نقلهم إلى مدينة عفرين، حيث قال أطباء إن المصابين ظهرت عليهم علامات الهلوسة والتقيؤ الشديد، وسيلان أنفي غزير وحرقة بالعين وإن أحدهم فقد بصره». وطالب الأممالمتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بإرسال «لجان عاجلة لمعاينة المصابين والكشف عن طبيعة الغازات التي يقال إنها استخدمت في حي الشيخ مقصود». إلى ذلك، نقلت صحيفة «ذي تايمز» البريطانية أمس عن مصادر في وزارة الدفاع البريطانية قولها إن عينة من التراب أخذت من منطقة قريبة من دمشق ووصلت في شكل سري إلى بريطانيا حملت التأكيد بأن «نوعاً من الأسلحة الكيماوية» استخدم. وكانت المعارضة اتهمت النظام باستعمال «الكيماوي» في بلدة العتبة في الغوطة الشرقية قرب دمشق وفي حمص وسط البلاد، فيما اتهم النظام المعارضة باستخدام «الكيماوي» في بلدة خان العسل قرب حلب. وأبدت الأممالمتحدة استعداداً لإرسال مفتشين للتحقيق ب «كل المزاعم»، فيما تمسكت الحكومة السورية بتقييد التحقيق في بلدة خان العسل، ما أدى إلى عدم الاتفاق على إرسال المفتشين إلى سورية. وأوضح خبر الصحيفة أن عينة نقلت إلى قسم الأبحاث الكيماوية والبيولوجية في وزارة الدفاع البريطانية في بورتون داون. ولم تستطع الوحدة البريطانية أن تؤكد ما إذا كانت الأسلحة استخدمها نظام الرئيس بشار الأسد أو المعارضة وما إذا كان استخدام هذه الأسلحة منتظماً، وفق الصحيفة. وفي اتصال هاتفي أجرته «فرانس برس» مع وزارة الدفاع، رفضت الإدلاء بأي تعليق في حين أعربت وزارة الخارجية عن «قلقها العميق» من احتمال استعمال أسلحة كيماوية. وقال متحدث «لقد أعربنا عن قلقنا للأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) ونحن ندعم قراره في إجراء تحقيق».