استضافت العاصمة التنزانية دار السلام أمس، أطراف الصراع في جنوب السودان لتوحيد فصائل حزب «الحركة الشعبية» الحاكم وتقريب مواقفها لتسريع عملية السلام عبر المحادثات التي ترعاها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد). وأشار رئيس وفد المعارضة السلمية والأمين العام السابق ل»الحركة الشعبية» باقان آموم إلى تلقي دعوة من الرئيس التنزاني جاكايا أمريشو كيكويتي، لعقد لقاء من أجل توحيد الفصائل المتصارعة في الجنوب والعمل على تحقيق مصالحة وطنية، ورأى أن الخطوة من شأنها المساهمة في حل الأزمة وانهاء الحرب الأهلية. ويقود الوفد الحكومي للمفاوضات دانيال أويت أكوت، ووفد المتمردين تعبان دينغ، فيما يرأس وفد المعارضة السلمية باقان آموم. وانخرطت الأطراف عقب وصولها في اجتماعات منفصلة لبلورة مواقفها. وقال مسؤول في فريق الوساطة الأفريقية ل «الحياة» إن لقاء دار السلام ليس بديلاً عن الوساطة وإنما دعم لها قبل استئناف المحادثات بين الفرقاء في 16 الشهر الجاري في إثيوبيا، موضحاً ان القيادة التنزانية تسعى الى جسر الهوة بين مواقف اطراف النزاع الجنوبي نظراً الى علاقات قوية تتمتع بها وعدم تورطها في «المستنقع الجنوبي» لوقوفها مسافة وحدة من كل الاطراف. الى ذلك، تبادل اطراف النزاع في جنوب السودان اتهامات بالمسؤولية في خرق الهدنة، إذ اتهم الناطق باسم جيش جنوب السودان العقيد فيليب أغوير، المتمردين بزعامة رياك مشار، بشن هجوم على مدينة ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وهو ما نفته المعارضة مؤكدة أنها في حال دفاع عن النفس. ويزور رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت الخرطوم الخميس المقبل، للقاء الرئيس عمر البشير، ومناقشة تطبيق اتفاقات التعاون المشترك وتسوية ملفات عالقة مرتبطة بإنشاء منطقة منزوعة السلاح وترسيم الحدود وإنشاء مؤسسات انتقالية في منطقة ابيي المتنازع عليها بين البلدين. في الخرطوم، اتهمت قوى سودانية معارضة، الحزب الحاكم بالسعي الى قيادتها الى انتخابات رئاسية وبرلمانية في نيسان (أبريل) المقبل، من خلال إبطاء متعمد للحوار الوطني الذي رأت انه اقترب من طريق مسدود. وتوقعت أن يفرض المجتمع الدولي وضعاً جديداً في البلاد. وقال وزير الأوقاف السابق القيادي في حركة «الإصلاح الآن» المعارضة حسن رزق، إن ثمة إبطاء متعمداً في عملية الحوار الوطني، من قبل الحزب الحاكم والحكومة، يقود القوى السياسية عملياً الى مرحلة انتخابات، ودلل على ذلك بأن كل مرحلة من عملية الحوار تأخذ زمناً طويلاً، منذ طرح البشير مبادرته في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي. وأكد رزق أن جهاز الأمن والاستخبارات يتعمد وضع العراقيل أمام مسيرة الحوار الوطني عبر إجراءات استثنائية، باعتقال سياسيين وناشطين وإغلاق صحف ومصادرتها، وقال إن الحوار تعطل بسبب اعتقال رئيس حزب «الأمة» الصادق المهدي. وطالب رزق بمناقشة ملف الانتخابات على طاولة الحوار. في المقابل أبدى وزير الإعلام أحمد بلال، تفاؤلا لافتا بالحوار، وقال إن اجتماعاته سيتم استئنافها خلال أسبوع، كما أن إجراءات وقف الأعمال العدائية مع الحركات المسلحة في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور، سيتم إقرارها عبر الجهات الفنية. ورفض بلال بشكل قاطع تأجيل الانتخابات، وتساءل: «إذا تأجلت الانتخابات ولم يسفر الحوار الوطني عن اتفاقات، ماذا سيكون مصير البلد حينها؟». في غضون ذلك، كشفت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا السودانية التي كان يدرس فيها الطالب المغربي طارق عبدالرحمن حسان الذي يخضع حالياً لتحقيق السلطات البريطانية بتهمة التخطيط لعمل إرهابي، عن معلومات أكاديمية واجتماعية حول الطالب الذي كان يدرس الطب فيها. واعتقلت السلطات البريطانية حسان إثر تغريدات تحدث فيها عن «الشهادة» و»رائحة الحرب»، وغير ذلك من الكلمات التي تحمل إيحاءات تتصل بالإرهاب. وأفادت الجامعة السودانية في بيان إن الطالب طارق أكمل عامه الأول بعدما نجح في كل المواد حيث نقل إلى السنة الثانية حين كانت نسبة حضوره مكتملة إلى حين تسلمه جواز سفره بواسطة ضابط العلاقات العامة بالجامعة في 30 أيلول (سبتمبر) الماضي. وغادر الطالب الى لندن وهو بريطاني من أب خليجي وأم مغربية. وأكد زملاؤه أنه كان هادئاً ومسالماً للغاية، وشديد الحساسية تجاه الانتهاكات والإرهاب. وأفادت تقارير بريطانية أن حسان حصل على فرصة للدراسة في جامعة «كينغز» البريطانية، إلا أنه اختار الالتحاق بجامعة سودانية.