تختتم اليوم في القاهرة المباحثات بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان الشريك الأكبر في الحكم، ويسعى وفدا الطرفين للخروج برؤية تجنب السودان أي مخاطر نتيجة لأي نتائج غير متوقعة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة، والاستفتاء على الوحدة المقرر في 9 يناير 2011. ويرأس وفد المؤتمر الوطني الدكتور نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني، بينما يرأس باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية وفد الحركة. من جانبه قال دينق آلور وزير الخارجية السوداني والقيادي في الحركة الشعبية والذي يشارك في المحادثات إن الحوار بين شريكي الحكم في الخرطوم في القاهرة تم بناء على دعوة من الحكومة المصرية للجانبين، موضحا أنها محاولة من جانب القاهرة لتأمين وحدة السودان قبل الاستفتاء على حق تقرير المصير بالنسبة لجنوب السودان والمتبقى عليه عشرة أشهر. وأشار آلور إلى أن المسؤولين المصريين يحاولون القيام بدور إيجابي بالحديث إلى الطرفين حول نقاط الخلاف والاتفاق بينهما، ومحاولة تقريب وجهات نظرهم حول القضايا الخلافية، لافتا إلى أن القاهرة عرضت خلال الجولة الأولى من الحوار رؤيتها حول أهمية وحدة السودان، ثم قدم كل طرف رؤيته تجاه هذا الأمر، مشيرا إلى أنهما يتفقان على ضرورة الوحدة، ولكن يختلفان فى طريقة وأسلوب تنفيذها. وأكد آلور على أن الجولة الأولى كانت مبشرة حيث تحدث كل طرف بصراحة حول رؤيته تجاه كيفية الحفاظ على السودان موحدا، وقال: تحدثنا كوفد من الحركة الشعبية على ضرورة أن يقوم السودان على أساس جديد، ودعا آلور مصر إلى حث المؤتمر الوطني على مراجعة برنامجه السياسي حتى لا يعطل وحدة السودان. وأشار آلور إلى أن قرار الانفصال الخاص بالجنوب لم يحسم بعد، ولن يحسم إلا من خلال الاستفتاء الذي سيجري شهر يناير المقبل، معتبرا أن الحركة حريصة على وحدة السودان بشرط أن تحقق العدالة لجميع أبناء الوطن في الشمال والجنوب. وردا على سؤال حول أهم نقاط الخلاف بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، قال آلور هناك بعض البنود في اتفاقية نيفاشا للسلام لم تنفذ بعد، وهي بنود نراها ضرورية متعلقة باستفتاء الجنوب، وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب. ومن جانبه قال باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية، إن وفد الحركة جاء إلى مصر من أجل السلام ومناقشة الشركاء في الحكم على الصيغة المناسبة للوصول إلى ذلك من خلال الاتفاق على صيغ لحل النقاط الخلافية، معتبرا الاستفتاء على حق تقرير المصير لأبناء الجنوب هو حق أصيل لهم. وقال: سواء جاءت نتيجة الاستفتاء بالانفصال أو باستمرار الوحدة فمن حق الشعب السوداني أن يعيش في سلام.